ووجدت فى حجر قبره بالمعلاة : أنه توفى يوم الأحد الرابع من رجب من السنة.
* * *
من اسمه محمد بن عبد الرحمن
٢٤٩ ـ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الصنهاجى أبو عبد الله الفاسى ، المعروف بابن الحداد :
ذكره القطب الحلبى فى تاريخ مصر ، وقال : مولده فى النصف من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وستمائة بفاس وتفقه بتونس وسمع على جماعة. وكتب عن صاحبنا أبى عبد الله محمد بن عمر بن رشيد ، ورحل وقدم إلى ديار مصر. وسمع بها على بعض شيوخنا المتأخرين ، ورحل إلى دمشق ، فسمع بها ، وحصل أصولا وكتبا ، وكتب بخطه. وكان له قليل معرفة بالحديث وغيره ، مائلا إلى طريقة التصوف ، عارفا بكلام أهل الطريق. انتهى.
وذكر الذهبى : أنه كان مجازفا فيما ينقله. ولشيخنا أبى هريرة بن الذهبى منه إجازة.
وتوفى بعلة الإسهال ـ فى يوم التروية ـ سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بمكة. ودفن بالمعلاة. ذكر وفاته هكذا العفيف المطرى وغيره.
أخبرنى أبو هريرة بن الحافظ الذهبى إذنا مشافهة فى آخرين ، عن ابن الحداد هذا ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد ، قال : قال الشيخ الصالح أبو الحسن على بن عبد الكريم الدمشقى ـ مقيم برباط مصر ـ : رأيت فى المنام رشيد الدين محمد ابن عبد العظيم المنذرى بعد موته ، عند وصول الملك الصالح نجم الدين أيوب (١) بن الكامل ، وقد زينت القاهرة ومصر. فقال لى : فرحتم بالسلطان لما دخل؟. فقلت له :
__________________
٢٤٩ ـ انظر ترجمته فى : (الدرر الكامنة ٣ / ٤٩٦).
(١) أيوب (الملك الصالح) بن محمد (الملك الكامل) بن أبى بكر (العادل) بن أيوب ، أبو الفتوح نجم الدين : من كبار الملوك الأيوبيين بمصر. ولد ونشأ بالقاهرة. وولى بعد خلع أخيه (العادل) سنة ٦٣٧ ه. وضبط الدولة بحزم وكان شجاعا مهيبا عفيفا صموتا ، عمر بمصر ما لم يعمره أحد من ملوك بنى أيوب وفى أواخر أيامه أغار الإفرنج على دمياط (سنة ٦٤٧ ه) واحتلوها وأصاب البلاد ضيق شديد ، وكان الصالح غائبا فى دمشق ، فقدم ونزل أمام الفرنج وهو مريض بالسل فمات بناحية المنصورة ، ونقل إلى القاهرة. من آثاره قلعة الروضة بالقاهرة. انظر ترجمة فى : (خطط المقريزى ٢ / ٢٣٦ ، ابن إياس ١ / ٨٣ ، تاريخ الإسحاقى ١٨٩ ، مرآة الزمان ٨ / ٧٧٥).