ورحل إلى دمشق والإسكندرية ، وكتب بخطه كثيرا. وكان ثقة كثير الإفادة. وكان له معرفة بهذا الشأن ، ومن العلماء العاملين ، وعباد الله الصالحين. كتبت عنه بمصر ، وبمكة وبدر. انتهى.
وقد سمع ابن عبد الحميد هذا بقراءته غالبا بمكة ، على من سمع من ابن بنت الجميزى ، وابن الفضل المرسى وغيرهما.
وكتب عنه جدى أبو عبد الله الفاسى أشياء ، وترجمه فى بعض ما كتبه عنه : بصاحبنا ومفيدنا.
ومما كتب عنه جدى : سمعت الفقيه نجم الدين أبا بكر محمد بن عبد الحميد القرشى المصرى يقول : سمعت شيخنا أبا عبد الله محمد بن موسى بن النعمان الفاسى يقول فى قولهصلىاللهعليهوسلم : «لا يصبر أحد على لأواء المدينة وشدتها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة»(٣).
قال «أو» : هاهنا بمعنى التنويع ، معناه : أن الناس رجلان : طائع ، وغير طائع ، فمن كان طائعا : فرسول الله صلىاللهعليهوسلم شاهد له ، وغير الطائع : يكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم شافعا له. بمعناه ، انتهى.
وذكر القطب الحلبى أن ابن عبد الحميد هذا ، توفى يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وتسعين وستمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة.
__________________
(٣) أخرجه مسلم فى صحيحه حديث رقم (٣٣١٠) من طريق : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع ، عن يحنس مولى الزبير أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر فى الفتنة ، فأتته مولاة له تسلم عليه ، فقالت : إنى أردت الخروج ، يا أبا عبد الرحمن اشتد علينا الزمان ، فقال لها عبد الله : اقعدى ، لكاع فإنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد ، إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة».
وأخرجه الترمذى فى سننه حديث رقم (٤٠٩٠) من طريق : حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا الفضل بن موسى ، حدثنا هشام بن عروة ، عن صالح بن أبى صالح ، عن أبيه ، عن أبى هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة». قال : وفى الباب عن أبى سعيد وسفيان بن أبى زهير وسبيعة الأسلمية. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، قال : وصالح بن أبى صالح أخو سهيل بن أبى صالح.