٣٣١ ـ محمد بن على بن يحيى بن على الأندلسى ، أبو عبد الله الغرناطى ، المعروف بالشامى لقدوم والده الشام :
ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة بأحواز غرناطة. وسمع بها ، وتلا بالسبع على أبى جعفر بن الزبير. وسمع بتونس من أبى محمد عبد الله بن هارون الطائى : الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، ثم قدم القاهرة فى سنة سبعمائة ، ولم يقم. وحج ، وتوجه إلى الحجاز ، فسمع بالمدينة من أبى القاسم خلف بن عبد العزيز القتبورى : الشفا للقاضى عياض ، ومن الكمال عبد الله بن محمد الغرناطى : الشاطبية ، وبمكة الكثير على الفخر التوزرى. وتلا عليه بالسبع ، وعلى الصفى والرضى الطبريين.
وأقرأ وحدث بالموطأ ، والشفا ، وشىء من نظمه ، كتب عنه منه أبياتا ، جدى أبو عبد الله الفاسى ووصفه بنزيل حرم الله تعالى.
وهذا يدل على أنه استوطن مكة ، ولا ريب فى ذلك ؛ لأنه تأهل فيها بابنة النفيس البهنسى ، ورزق منها بنتين ، إحداهما : تزوجها جدى على الفاسى ، وأولدها عمى محمدا ، وعمتى منصورة ، وهى أم الحسين (١).
والأخرى : تزوجها القاضى شهاب الدين الطبرى وعمه الزين الطبرى ، وهى أم كلثوم ، وسيأتى ذكرهما فى النساء.
وذكر البرزالى : أنه أقام بالحرمين نحو خمسة عشر سنة. ومعظم إقامته بالمدينة.
وذكر أنه توفى بها ، يوم الاثنين سادس صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة.
وكذا وجدت وفاته بخط جدّى ، إلا أنه قال : يوم الاثنين السابع من صفر ، وقد ذكره غير واحد وأثنوا عليه ، منهم : الذهبى فى طبقات القراء ، وترجمه : بالإمام العلامة المتفنن ، وقال : كان بارعا فى مذهبى مالك والشافعى ، عارفا بالنحو وعلم الفلك. وله شعر رائق ، واشتغل بالعربية زمانا. وله دنيا يتجر فيها ، ولذلك كان فيه قوة نفس وتيه ، والله يغفر له.
وقال فى آخر الترجمة : أملى علىّ أكثر هذا ، ابن المطرى صاحبى ، يعنى العفيف بن
__________________
٣٣١ ـ انظر ترجمته فى : (طبقات القراء للفراء ٢ / ٢١٢ ، الدرر الكامنة ٤ / ٩٦).
(١) على هامش نسخة ابن فهد : أم الحسين لم يأت لها ذكر فى النساء وإنما ذكرت فى أواخر ترجمة أختها أم كلثوم.