منه رواق زيد في صحن المسجد. والشرقي ثلاثة أروقة من القبلة إلى الشام ، والغربي أربعة أروقة كذلك ، وبه صنع ابن عبيدة ، ثم ابن جبير ، وكذا هو اليوم.
وأساطينه ـ بما دخل في حائز القبر الشريف ـ تزيد على ثلاثمائة ، المختص بالبوابك الثلاث منه : نحو الخمسين إحداها ـ وهي الآن متقدمة على محلها ـ إذ محلها موضع كرسي الشمعة التي عن يمين الإمام الواقف في المصلى ، بل كان الجذع الذي كان صلىاللهعليهوسلم يخطب إليه ، ويتكىء عليه إلى أن بني له المنبر ، بنحو محله الآن ، وبالسطر الذي يليه عدة ، وسطاها تعرف بعائشة ، وبالمهاجرين رضياللهعنهم ، بل صلّى النبي صلىاللهعليهوسلم إليها المكتوبة بعد تحويل القبلة بضعة عشر يوما ، وهي محل جلوس الراغبين لقراءة الحديث.
والتالية لها من جهة القبر الشريف ، تعرف بتوبة أبي لبابة ، يجلس عندها المالكي ، والفقير غالبا.
والتالية لها : ملاصقة للمقصورة الشريفة ، وكانت ـ أو التي قبلها. تعرف بموضع سرير كان صلىاللهعليهوسلم يضطجع عليه.
ويروى ـ كما لابن ماجه عن نافع عن ابن عمر ـ تعيين موضع السرير بوراء التي قبلها ، وفي لفظ للبيهقي «كان إذا اعتكف يطرح له فراش ـ أو سرير ـ إلى أسطوانة التوبة مما يلي القبلة ، يستند إليها» فلعله كان يوضع بينهما ، أو في مرتين.
ونقل عياض عن ابن المنذر «إن مالكا كان موضعه من المسجد مكان عمر» وهو الذي كان يوضع فيه فراشه صلىاللهعليهوسلم إذا اعتكف ثم بالسطر الذي يليه : خلفه التي للتوبة ، الملقبة بالحرس ، وتعرف أيضا : بعلي ، لكونه كان يجلس عليها لحرسه صلىاللهعليهوسلم ، وإليها يستند الأمراء الآن ، ثم خلفها من جهة باب المقصورة الغربي ، المعروفة بالوفود ، كان صلىاللهعليهوسلم يجلس إليها لوفود العرب إذا جاءته ، وبينهما وبين المعروفة بمربعة القبر ، وبمقام جبريل ، التي حرمها مع التي للسرير الناس ، لغلق أبواب الشباك الدائر على الحجرة ، وأخرى ملاصقة للمقصورة.
ثم المعروفة بالمتهجد النبوي ، المبدلة الآن بدعامة فيها محراب ، وهي أيضا محجوبة ما دام الباب مغلوقا.
وجميع أساطين المسجد النبوي التي عيناها وغيرها : لها فضل ، لما ثبت من أن كبار الصحابة رضياللهعنهم كانوا يبتدرون إليها عند المغرب ، فتستحب الصلاة عندها.
كل هذا : بعد صلاة تحية المسجد الشريف بالمحراب النبوي أو غيره ، ثم يعمد