مشاركة في الفقه والعربية ومعرفة حسنة بالفرائض والحساب والشعر ممن حج كثيرا ، وجاور بمكة سبع سنين متوالية غير أنه تخللها بزيارة المدينة النبوية مرارا وكذا زار مع قافلة عقيل بعد ذلك. وقرأ بها وسمع قديما وحديثا على غير واحد وترافق مع شيخنا ، والتقي الفاسي وغيرهما ، وعظموه وحمدوا مرافقته وحدث باليسير. وسمع منه شيخنا والفاسي ، وسمع هو من كل منهما ، وبسطت ترجمته في الضوء اللامع وهو جدير بذلك فهو أحد الحفاظ المشار إليهم. وتوجه في قافلة عقيل إلى الأحساء والقطيف ، ثم سافر من هناك إلى هرموز ، ثم إلى كنباية من بلاد الهند ، ثم صار يتردد من هرموز إلى بلاد العجم للتجارة ، وحصل قليلا من الدنيا ثم ذهب منه. واستمر على تنقله حتى مات في أواخر سنة عشرين وثمانمائة بيزد من بلاد العجم في مسلخ الحمام. ومن نظمه ، مما كتبه عنه شيخنا الشهاب الشوائطي ، قصيدة طويلة أولها :
دع التشاغل بالغزلان والغزل |
|
يكفيك ما ضاع من أيامك الأول |
ضيعت عمرك ، لا دنيا ظفرت بها |
|
وكنت عن صالح الأعمال في شغل |
تركت طرق الهدى كالشمس واضحة |
|
وملت عنها لمعوج من السبل |
١١٤٥ ـ خليل بن هارون بن مهدي بن عيسى بن محمد : أبو الخير الصنهاجي الجزائري ، المغربي المالكي ، نزيل مكة ، ممن ترجمته في التاسعة ، اشتغل في بلاد المغرب بالعربية وغيرها ولقي هناك جماعة من العلماء والصالحين ، وحفظ عنهم وعمن لقيه بديار مصر والشام والحجاز أخبارا حسنة من حكايات الصالحين ، وانقطع بمكة نحو عشرين سنة ، وتزوج زينب ابنة اليافي ، وقرأ بمكة كثيرا على ابن صديق ، والزين المراغي ، والقاضي علي النويري ، والشريف عبد الرحمن الفاسي ، وأبي اليمن الطبري وغيرهم ، وبالمدينة على إبراهيم بن علي بن فرحون. والعلم سليمان السقا وغيرهم ، وببيت المقدس على أبي الخير بن العلائي ، والشيخ محمد بن أحمد بن محمد القرمي ، وعلي بن محمد بن أحمد ، وإبراهيم ومحمد ابني إسماعيل بن علي القلقشندي وغيرهم ، وبالقاهرة على ابن الملقن ، وبالإسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدمياميني ومحمد بن يوسف بن أحمد المسلاتي ، وكان قد قرأ بتونس على أبي عبد الله بن عرفة ، وأجاز له خلق كثيرون. خرج له ربيبة الحافظ الجمال محمد بن موسى المراكشي فهرستا لبعض مسموعاته لم يكمل ، وله الأحاديث القدسيات ، وتذكرة الإعداد لهول يوم المعاد في الأذكار والدعوات وهو كتاب جليل حسن كثير الفوائد. واختصره ، وأخذ عنه التقي ابن فهد وأورد عنه لبعضهم شعرا. مات بالمدينة في ثامن رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة ، ودفن بالبقيع وقد قارب الستين ، رحمهالله.
١١٤٦ ـ خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم : أبو حذافة القرشي السهمي ، أخو عبد الله بن حذافة ، من المهاجرين الأول. شهد بدرا وأحدا ، ونالته بأحد