والرضي الطبريين ، والشريف أبي عبد الله الفاسي ، وابن حريث وغيرهم بمكة والمدينة في آخرين ، كجده لأمه قاضي مكة الجمال ابن المحب الطبري ، وجد أمه المحب الطبري ، مما لم نقف عليه. وأشغله خاله النجم الطبري القاضي في المذهب الشافعي. فحفظ الحاوي ، والتنبيه ثم تحول مالكيا. واشتغل على قاضي اسكندرية الشمس بن جميل وقاضي دمشق الفخر سلامة وأبي عبد الله الغرناطي بمكة ، وقرأ الأصول على العلاء القرنوي ، والنحو عليه وعلي العز النشائي ، وجود للسبع على العفيف الدلاصي بمكة ، وأبي عبد الله القصري ، وصحب الشريف أبا عبد الله الفاسي بمكة مدة طويلة ورباه وسلكه ، وأخذ عنه طريق القوم وأبا محمد البسكري وتلقن منه وأخذ عنه وصحب الشيخ خليفة وآخرين ، وحدث بالكثير. سمع منه والد التقي ، ودرّس وأفتى مع الفضيلة والشهرة الجميلة ، وكونه وافر الصلاح ظاهر البركة شديد الورع والاتباع ، له من الجلالة عند الخاص والعام ما لا يوصف ، خصوصا المغاربة والتكاررة والسودان ، فإنهم كانوا يرون الاجتماع به من كمال حجهم ، وكانوا يحملون إليه الفتوحات الجزيلة فيفرقها على أحسن الوجوه ، بل كان يستدين ويحسن إلى الخلق بحيث انفرد في بلاد الحجاز بذلك ، ويقضي الله دينه ، وكان مبتلى بالوسواس في الطهارة والصلاة ، بحيث يعيد الصلاة بعد صلاته بالناس ، وربما أذّن العصر ولم ينته من الإعادة. حتى أنه يبكي في بعض الأحيان. ولما مات أوصى بكفارات كثيرة خوفا من حنثه فيما صدر منه من الأيمان ، فنفذت ودفن بالمعلاة على جده الإمام ضياء الدين المالكي ، ومولده في شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة. واستقل بإمامة المالكية من سنة ثلاث عشر وسبعمائة حين موت أبيه إلى أن مات. فكان سبعا وأربعين سنة ، وممن أخذ عنه الجمال بن ظهيرة وكان أقدم من لقيه وفاة. وذكر في معجم شيوخه بالوصف بشيخ الحرم وبركته ، وأنه كان عالما صالحا مباركا ، ظاهر البركة مع الورع الشديد. حصل له من الجلالة والعظمة والقبول عند الخاص والعام ، ما لم يحصل لأحد من أقرانه ولم يخلف بعده مثله.
١١٤٤ ـ خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن : الحافظ غرس الدين ، وصلاح الدين ، أبو الصفا ، وأبو الحرم ، وأبو سعيد ، الأقفهسي المصري الشافعي. ولد في عشر السبعين وسبعمائة ، وسمع الحديث على خلق كالصلاح الزفتاوي ، وابن حاتم ، وعبد الواحد الصردي ، والمطرز ، والشهاب المظفر ، وابن الشيخة ، ومريم ابنة الأذرعي بالقاهرة ومصر ، وعلى ابن صديق والشمس بن سكر ، وغيرهما بمكة والمدينة ، والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز ، وأبي هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وفرج الحافظي ، وخديجة ابنة ابن سلطان ، وغيرهم بدمشق. وجد في الطلب ، وتخرج بالزين العراقي وولده ، والهيثمي ، وغيرهم ، وتميز في معرفة المتأخرين ، والمرويات والعوالي ، مع بصارة في المتقدمين ، وخرج لنفسه المتباينات وأحاديث الفقهاء الشافعية ، ولغيره كمعجم ابن ظهيرة ومشيخة المجد إسماعيل الحنفي وغيرهما من شيوخه وأقرانه ، وتقدم في هذا الفن مع