سني خلافته ، إلا في الأولى والأخيرة ـ استخلف على المدينة في بعضها عامر بن ربيعة بن كعب العنزي العدوي.
وكان يصلي بالناس في المسجد النبوي أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، بعد استئذان سعد القرظ المؤذن عليا ، فدام أياما ، ثم صلى بهم علي ، ويقال : بل أمر على سهل ابن حنيف فصلى بالناس من أول ذي الحجة إلى يوم العيد ، ثم صلى علي بالناس العيد ، واستمر حتى قتل ، رضياللهعنهم.
وبويع لعلي ، الذي لم يتهيأ له الحج في سني خلافته ، واستخلف حين خرج دافعا لمن برز قثم بن العباس ، ثم في سنة سبع وثلاثين سهل بن حنيف ، ثم عزله واستخلصه لنفسه ، وولاها تمام بن العباس ، ثم عزله وولاها أبو أيوب الأنصاري ، ثم شخص نحو علي ، واستخلف عليها رجلا من الأنصار ، فلم يزل عليها حتى قتل علي.
وكذا ولى علي حين خرج يريد البصرة تميم بن عبد عمر وأبا حسن المازني ، ولما ترك الخلافة ابنه الحسن لمعاوية بن أبي سفيان ـ رضياللهعنهما ـ كان أبو هريرة في أثناء الفتنة يصلي بالناس ، حين جاء جارية بن قدامة ، واستعمل معاوية على المدينة مروان بن الحكم بن أمية ثمان سنين وشهرين ثم عزله ، واستعمل في أحد الربيعين سنة تسع وأربعين سعيد بن العاص ، وكان على قضائها في أيام مروان عبد الله بن نوفل بن الحارث ، فعزله سعيد حين استقر بأبي سلمة بن عبد الرحمن ، بل قيل : إن ابن نوفل كان قاضيا زمن معاوية ، وإنه أول قاض كان بالمدينة من التابعين ، وتكررت ولاية معاوية لسعيد بن العاص في الإمرة ، وكذا استعمل معاوية أبا هريرة غير مرة ، وكان إذا غضب عليه يبعث مروان ، بحيث وليها أيضا غير مرة ، ومن جملتها في سنة أربع وخمسين ، واستعمل معاوية أيضا عبد الملك بن مروان ، وهو ابن ست عشرة سنة ، وحج سنة خمس وسبعين ، وعزل معاوية مروان في سنة سبع وخمسين.
واستعمل ابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان في سنة تسع وخمسين وإليها ، فأبقاه يزيد بن معاوية ، حين خلف أباه في سنة ستين ، بل كان العامل فيها عليها وعلى مكة معا عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق ، ودخل المدينة في رمضان ، وكان بشر بن أرطاة من شيعة معاوية ، وولي الحجاز واليمن ، وهدم بالمدينة دورا كثيرة ، وصعد المنبر ، فتكلم بمنكر.
ولما فرغ مسلم بن عقبة من قتال أهل المدينة : استعمل عليها روح بن زنباع الجذامي ، وقيل : عمر بن محرز الأشجعي ، واستعمل أبا يزيد ، أو غيره ممن هو أقرب ، على