يخالط الناس إلا لشغلهم بالعلم الشريف ، لعلمه بالاختلاط أنه مهم مخيف ، لم يزل في أواخر الحرم ملازما للتدريس والإفادة ولا يقع في مجلسه على ذلك زيادة ، من الكلم المعتادة ، ولا يدخل بيته إلا للوضوء والطهارة ، ولا يأتيه آحاد الناس إلا للتبرك والزيارة ، تخرج عليه جماعة من طلبة المدينة ، وانتفعوا بملازمته ، لكن اخترمتهم المنية في الشباب ، فأجزل الله لهم الثواب ، ومن عليهم بحسن الانقلاب ، وكان رحمهالله ـ مع هذا الانقطاع ـ يؤذى بأنواع الكلام ، ويرمى بسهام الملام ، ويبلغه ذلك فلا يعاتب قائله ، ولا يقطع عنه نائله ، وكانت له كتب نفيسة ، وأصول معتمدة جليلة في فنون العلم ، وقف أكثرها في مدرسة فيها له فعال ، ووقف بعضها بالمدرسة الشهابية بالمدينة ، وأعتق عبدا له كان قد رباه ، وأحسن إليه ، أحسن الله مثواه.
٤٢ ـ إبراهيم بن شهاب المدني ، ويلقب سبلان ـ بفتحات.
٤٣ ـ إبراهيم بن الزبير بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري : مديني روى عن عمه مصعب بن سهيل عن الزهري ، وعنه أبو زيد عبد الحميد بن الوليد كتبا ، ذكره ابن يونس في الغرباء ، وأورد له حكاية ، وقال : لا أعرف له حرفا غير هذا ، وتبعه المقريزي ، فقال : قدم مصر.
٤٤ ـ إبراهيم بن سالم بن أبي أمية أبو إسحاق بن أبي النضر القرشي التيمي المدني : ويقال له أيضا : إبراهيم بن أبي النضر ، ويلقب ببردان ـ بفتحات ـ وهو مولى عمر بن عبيد الله ، روى عن أبيه ، وسعيد بن المسيب ، لكن قال الذهبي : فيه نظر ، وكأنه لقول ابن حبان : إنه لم يرو عن أحد من التابعين ، وقال شيخنا : فيه نظر ، فإن له في مسند أحمد رواية عن عامر بن سعيد بن أبي وقاص ، وحينئذ فلا مانع من روايته عن سعيد أيضا ، لمشاركتهما في كثير من شيوخهما ، وعنه صفوان بن عيسى ، وسليمان بن بلال ، والواقدي ، قال ابن سعيد : ثقة ، وكذا ذكره ابن حبان في الرابعة من ثقاته ، ومات سنة ثلاث ـ وقيل : أربع ـ وخمسين ومائة ، عن أربع وسبعين سنة ، وهو من رجال التهذيب ، لتخرج أبي داود له ، وحزم أبو أحمد الحاكم في الكنى بأن أبا إسحاق بن سالم الراوي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ـ يعني عن أبيه ، في تحريم المدينة ـ هو إبراهيم هذا ، وتضمن ذلك الرد على ابن حبان ، حيث زعم أن إبراهيم لا رواية له عن أحد من التابعين.
٤٥ ـ إبراهيم بن سريع : مولى بني زرارة الأنصاري المدني ، يروي عن القاسم بن محمد ، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعنه عبد الرحمن بن أبي الموالي ، ذكره ابن حبان في الثالثة من الثقات ، وذكره الذهبي في الميزان ، فقال : إبراهيم بن سريع ، لا يعرف من هو ، قال البخاري : سأل القاسم وأبا بكر ابن حزم ، روى الواقدي عن عبد الرحمن بن