بمكّة يقول سمعت أبا القاسم بن بنت منيع يقول ثنا بشر بن الوليد ثنا عبد العزيز بن عبد الله عن أسامة بن زيد عن سعيد بن المسيّب قال لولا أنّي من قريش لأحببت أن أكون من فارس ثمّ أكون من أهل إصبهان. حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر وأبو أحمد الجرجاني قالا ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطّيالسي ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن أسامة بن زيد عن سعيد بن المسيّب قال لو لم أكن رجلا من قريش لأحببت أن أكون من أهل فارس أو من أهل إصبهان. وقال حجين بن المثنّى عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن أبيه قال سمعت سعيد بن المسيّب يقول لو تمنّيت أن أكون من أهل بلد لتمنّيت أن أكون من أهل إصبهان. حدّثنا أبو حامد بن محمّد بن رستة ثنا أبو بكر بن أبي عامر المؤذّن حدّثني عبد الله بن أبي إسماعيل بن أبي عليّ المكّي ثنا أحمد بن أبي حميد ثنا عبد العزيز بن عبد المنعم سمعت عمّي إدريس يقول سمعت وهب بن منبّه يقول كتب نمروذ بن كنعان يستمدّ الرجال والأموال والأنفس أن يحاربوا ربّ العالمين قال فكتبوا إليه من كلّ البلدان نعم نعم ما خلا إصبهان وإنّهم قالوا لا طاقة لنا بإله السماء ونحارب من شئت من أهل الأرض قال فشكر الله لهم ذلك فعذب ماؤهم وطاب هواؤهم وكثر فاكهتهم وصحّ تربتهم في الشتاء والصيف. قال وهب وبلغني أنّ الميّت يدفن بإصبهان فبعد مائة سنة تراه جافا في قبره (١) رواه الخصيب بن جحدر عن وهب نحوه حدّثنا عبد الله بن محمّد ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي حدّثني أبو صالح محمّد بن إسماعيل ثنا محمّد بن أيّوب الضرّاب الإصبهاني ثنا نعيم بن حمّاد عن رجل ذكره عن خصيب بن جحدر عن وهب بن منبّه قال لمّا تأبّى نمروذ وجحد قدرة الربّ تعالى بعث إلى أهل النواحي يحشرهم لمحاربة ربّ العزّة فتفرقوا وصاروا في جبال إصبهان وقالوا كلّا لا نجحد قدرة الربّ ربّ السماء فأنبت الله في تربتها الزعفران وألقى في جبالها الشّهد فبها سمّي إصبهان أي أصبه كافربد قال إسحاق وبنى ماربين يوشع بن نون وذلك أنّه يقال كان يجول في الدنيا فدخل إصبهان فنزل الموضع الذي يقال له ماربين وإنّما سمّي ماربين لأنّهم بصروا بحيّة ارتفعت من الأرض فقيل ليوشع ماربين أي انظر إلى الحيّة فسمّى ماربين بها. حدّثنا عبد الله بن
__________________
(١) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : سألت جماعة من عقلاء أهل أصبهان عما يحكى من بقاء جثة الميت في مدفنها فذكروا لي أن ذلك بمواضع منها مخصوص وهو في مدفن المصلى لا في جميع أرضها.أنظر (١ / ٢٠٧)