ليس له مثيل ، ذو الخلق السليم ، مولانا سليم أفندي ، (١) زارني مرتين ، لا زال سعيد الدارين. والشيخ النحوي ، والعلامة الشهير ذو الفضل الجليّ والقدر العلي ، الحاج محمد العبدلي ، (٢) أمدّ الله في حياته وأفاض عليه بحور هباته. والشيخ الفاضل الكامل ، والعالم والنحرير الفاضل ، ذو الإفادة والاستفادة ، سيدي الحاج محمد بن الشيخ حسين غلامي زاده (٣) ، زارني مرّات عديدة ، والشيخ العالم الفقيه الصالح الناسك سيدي زين الملة والدين ، الشيخ عبد العزيز ، فقد خدمني مدة إقامتي ثمة ، نفعني الله بصالح دعواته ، ومنّ عليّ بإمداد بركاته. والشيخ (٤٣ ب) الفقيه المحبوب ، سيدي الشيخ يعقوب ، حفظ الله الجميع آمين. ومما منّ الله تعالى به عليّ أن عفرت خدّي بصعيد الدر المكنون والسرّ المصون سيدي نبيّ الله ذي النون ، صلى الله على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ، فدعوت واستشفعت به لي ولأحبابي ، وأنا واقف قبالة وجهه المكرم ، صلى الله على نبينا وعليه وسائر الأنبياء والمرسلين.
ومما منّ الله تعالى عليّ ، زيارة الجوهر النفيس ، سيدي نبيّ الله جرجيس (٤) ، على نبينا
__________________
(١) هو سليم أفندي الواعظ الموصلي ، وقد تقدم التعريف به.
(٢) من أشهر علماء الموصل في القرن الثاني عشر للهجرة ، عرف برسوخه في العلوم البحتة ، وبخاصة الرياضيات والطب ، ولقب برئيس أطباء الموصل ، وهو الذي كان يداوي جرحى الموصليين في أثناء حصار نادر شاه للموصل سنة ١١٥٦ ه. قال محمد أمين العمري «وعامة أطباء بلدنا ونواحيها أخذوا عنه الطب بواسطة وبدونها» (مهل الأولياء ج ١ ص ٢٦٨).
(٣) تقدمت الإشارة إليه.
(٤) يريد جامع النبي جرجيس ، وهو من أبرز معالم الموصل التاريخية ، زاره الرحالة ابن جبير سنة ٥٨٠ ه / ١١٨٤ م فقال «وخص الله هذه البلدة بتربة مقدسة فيها مشهد جرجيس عليهالسلام ، وقد بني فيه مسجد ، وقبره في زاوية من أحد بيوت المسجد عن يمين الداخل إليه» (رحلة ابن جبير ص ١٨٩). عمّره تيمور لنك عند احتلاله الموصل سنة ٧٩٦ ه / ١٣٩٣ م ووسعه ، على الرغم من تنكيله بأهل الموصل نفسها! وألحقت به مدرسة ، وأضاف إليه والي الموصل إسماعيل باشا الجليل دارا للقرآن سنة ١١٢٩ ه / ١٧١٦ م ثم تولى ابنه والي الموصل الحاج حسين باشا الجليلي إعادة تعميره على نحو شامل بين سنتي ١١٤٧ ه / ١٧٣٤ م ، ينظر سعيد الديوه جي : جوامع الموصل في مختلف العصور ص ١٠٨ ـ ١٢٧