أواه ما فعل البعاد بمغرم |
|
ألف التلاف وذاق كأسا حنضلا (١) |
أواه من حر النوى وحريقه |
|
فلقد أراني الموت أحلى منهلا |
(٤٨ ب)
أواه من وصب الفراق وجوره |
|
فقد وجدت الصعب فيه أسهلا |
أواه قد جار الزمان بغدره |
|
فقضى ببعدي عن مناي وأسجلا |
أواه شوقي قد تلظت ناره |
|
أيلام صب أن ينوح (٢) ويعولا |
ويلي على جفن تقرح داميا |
|
فغدت دماه من السحايب أهطلا |
ويلي على عين تمكن سهدها |
|
فنفى الرقاد ورام جفني منزلا |
ويلي على قلب تقطع بالنوى |
|
أنى يرى من بعد ذاك توصلا |
ويلي على نفس تذوب صبابة |
|
أضحى تمنيها التلاق تعللا |
ويلي على جسم تضاعف ضعفه |
|
أضناه بعد للديار وأنحلا |
آه على ذاك الزمان وطيبه |
|
ما كان أحلاه عليّ وأجملا |
آه على عيش تصرّم وانقضى |
|
ما كان أهناه عليّ وأفضلا |
آه على تلك الأحبة سادة |
|
ما حال قلبي عنهم أو بدّلا |
(٤٩ أ)
آه على سكن ألفت وداده |
|
(لم ينس قلبي وده ولا سلا) (٣) |
آه على دار السلام مغاني |
|
القوم الكرام ذوي السيادة والعلا |
فالله أسأل أن يمن بفضله |
|
ويردني نحو الديار تفضّلا |
وكان مدّة إقامتنا في الموصل اثني عشر يوما ، وخرجنا منها يوم الاثنين ، السابع والعشرين
__________________
(١) في الديوان (غادرت قلبا بالعراق مضيعا ألف التلاف وذاق كأسا حنضلا).
(٢) في ب (يبوح).
(٣) لا وجود لهذا الشطر في الديوان ، وترك مكانه بياضا.