(٦١ أ)
وفراش متقن الوشي وثير
كملت فيه دواعي الطرب |
|
يؤخذ الصيد به عن كثب |
في نديم شب في حجر الدلال
لو عصرت الظرف من عطفيه سال |
|
وإذا ساجلته بالأدب |
قمر ينظر من عيني غزال |
|
يملأ الدلو لعقد الكرب |
قم بنا ننشق أرواح السحر
قبل أن تصدى بأنفاس البشر |
|
هذه الورق تغنّت في الشجر |
وتناجت في رؤوس القضب |
|
كل من ضيع ذا الوقت غبي |
دأبنا شم ورود وخدود
وعناق من غصون وقدود |
|
والهوى لف خصورا بزنود |
لذة ما شانها من أشب (١) |
|
خلصت من موبقات الريب |
نفح روح الراح في جسم الزجاج
إنما يسمر عن غيظ المزاج |
|
أيها الساقي فبادر بالعلاج |
رصع الشمس لنا بالشهب |
|
واسكب الفضة فوق الذهب |
(٦١ ب)
وممّن وصفه ، كما في التاريخ ، أبو نصر المنازي (٢) حين تفيأ في واديه وقال (٣) :
__________________
(١) الأشب : الكسب يخالطه حرام.
(٢) هو أحمد بن يوسف السليكي المنازي ، ترجم له ابن خلكان (وفيات الأعيان ج ١ ص ١٤٤) فقال «كان من أعيان الفضلاء وأماثل الشعراء ، وزر لأبي نصر أحمد بن مروان الكردي صاحب ميافارقين وديار بكر .. وكان فاضلا شاعرا كافيا ، وترسل إلى القسطنطيني مرارا ، وجمع كتبا كثيرة ثم وقفها على جامع ميافارقين وجامع آمد ، وهي إلى الآن موجودة بخزائن الجامعين ، ومعروفة بكتب «المنازي» وذكر أن له ديوانا لكنه عزيز الوجود ، وتوفي سنة ٤٣٧ ه.
(٣) هذه الأبيات ذكرها ابن خلكان في ترجمته للشاعر.