الآخرة ، أو يقدر وقوع أحدهم في وقت وقوع الآخر على ما يشعر به قوله (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) وعلى الأول (١) ، أما جعل التغليب مجازا فيما يشبه التغليب من تغيير النظم ، كما يجعل لفظ التضمين في واضع من كلام المصنف مجازا فيما يشبهه ، وإنما جعله تغليبا للكفرة على فسّاق الموحدين على سبيل التهديد كما صرّح به المفسرون في الدعاء في الغضب واللعن الواقع على سبيل الإيقاع كما توهّم ، فيكون من تغليب الأكثر من الجنس في وصف اتصف به على الأقل منه (٢) الخالي من ذلك الوصف كما اتفق عليه علماء البلاغة ، فعدم إطلاق أصحاب على الفساق لا ينافي ذلك كما لا ينافي كون باب التغليب من المجاز كما لا يخفى على المتدرب ، أو المراد تغليب الواقع على وجه على الواقع على وجه (٨٣ ب) آخر ، فإن باب التغليب باب واسع على ما قرر في محله ، فيفيد الإيجاز من حيث أن ظاهر السوق أن يقال فسحقا لهم ولسائر من يدخل السعير ، ويفيد التعليل من حيث استحقاقهم للدعاء عليهم إنما حصل بسبب جعلهم أنفسهم الفسق ، وأوجه في استحقاق مشاركة الاسم والرسم مع الكفرة بذلك إلى الأبد إنما نشأ من شؤم كفرهم ، وحقيقته كلمة العذاب وصحبة السعير عليهم على قاعدة ترتب الحكم على المشتق ، وأيضا يفيد المبالغة من حيث إنه فيه دعاء عليهم بالسحق ، وإطلاقا لوصف صحبة النار وملازمتها عليهم على الوجه الأعم المتجاوز عنهم ، مع جعل الفساق الملحقين بهم بحسب الضم (٣) متساوين معهم في ذلك تهديدا ، وعلى الثاني (وهو تقديرا وقوع أحدهما في وقت وقوع الآخر ، فيكون تغليبا لأصحاب السعير بالفعل على الملقين في جهنم المغايرين لهم على ما يستفاد من قولهم (ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ)(٤) أي واقفين) (٥) فيهم بعداد جملتهم دون أن
__________________
(١) في ب (وعلى الثاني).
(٢) في ب (اتصف به علما لاقل منه).
(٣) هكذا يمكن أن تقرأ في ب ، وفي أ(بحسب الغد) ولم نتبين وجهها.
(٤) الملك ، من الآية ١١.
(٥) ما بين قوسين مطموس في أ.