وعادة الحجاج [أنهم] يودعون بعض أمتعتهم فيها ليأخذوها إذا رجعوا. والظاهر أنها سميت بعنزه بن أسد بن ربيعة ، وبه سميت القبيلة المشهورة ، لأن تلك الأرض مسكنهم قديما.
[معّان أيضا]
ومعّان هذه طيبة الهواء ، عذبة الماء ، يودعون (١) (الحجاج) فيها أمتعتهم ليأخذوها إذا رجعوا (٢) ويتزود الحجاج منها ما يحتاجون من قوت وعلف دواب. أقمنا فيها يوما في أكل نفيس مع انشراح وانبساط ، والمسافة عشرون فرسخا قطعناها بأربع وعشرين ساعة. وعادة الحاج كان ينزل في عنزه ثم معّان لكنا جعلنا المرحلتين مرحلة واحدة لضيق الوقت.
[العقبة]
وتليها مرحلة العقبة (٣) ، نزلنا في واد تحيط به الجبال من جوانبه الأربعة ، ولا ماء ثم ، والمسافة ثمانية عشر فرسخا لكنا قطعناها (١٧٠ ب) بعشرين ساعة.
[جغيمان]
وتليها مرحلة جغيمان بضم الجيم وفتح الغين المعجمة فياء ساكنة فميم مفتوحة فألف وآخر الحروف نون. سميت ـ كما قيل ـ باسم شيخ من شيوخ الأعراب ، كان يأخذ الصر عندها ، وبعضهم يقول جغينمان ، يزيد نونا بين الياء والميم.
[المدورة]
وتسمى هذه المرحلة أيضا بالمدورة لأن قربها جبل صغير مدور ، وفي تلك الأرض قلعة
__________________
(١) كذا على لغة أكلوني البراغيث ، والأصح قوله : يودع.
(٢) كان السلطان سليمان القانوني قد أمر بإنشاء حصن وساقية في معان لحماية الحاج واستراحتهم في الطريق.
(٣) العقبة لغة الجبل الطويل يعرض الطريق فيأخذ فيه ، وهو طويل صعب إلى صعود الجبل (معجم البلدان ج ٤ ص ١٣٤) وسمى محمد كبريت هذه العقبة (عقبة الصوان) لوجود أحجار القدح الجيدة فيها ، وقال : إنها ربما سميت (عقبة الحلوى) أيضا (رحلة ص ٢٣٣).