بناها في عصرنا المرحوم عبد الله باشا الآيديني يوم كان أمير الحاج (١). ويكتنفا (٢) القلعة بركتان ، كبيرة ، وفيها العين ، وصغيرة تستمد من الكبيرة ، ووسط القلعة بئر معين ، وعادة الحجاج أيضا [أنهم] يودعون أمتعتهم فيها ، جزى الله عبد الله باشا [ف] هو الذي باشر عمارة القلعة والبرك. وكان قبل ذلك ـ كما أخبرت ـ فيها ماء قليل جدا بحيث يتقاتل الحجاج على الماء (٣) ، حتى قيل كل قربة ماء بقربة دم والمسافة اثنا عشر فرسخا ، ونحمد الله أنه لم يقع علينا مطر منذ خرجنا من دمشق إلى مكة المكرمة ، ولم نجد بردا ، مع أنهم كانوا يحذروننا من برد المزيريب وعنزه ومعان ، ولا مسنا نصب ولا تعب ، مع أن الفصل إذ ذاك كانون الأول.
[ذات حج]
وتليها مرحلة ذات حج ، بكسر الحاء المهملة ، كذا سمعتهم ينطقون (١٧١ أ) به ، ولم أدر ما وجه التسمية. وفيها قلعة صغيرة حواليها أشجار ونخيل قليلة ، وفي داخل القلعة عين ماء عذب ، وحولها بركتان كبيرة وصغيرة (٤) ، والمسافة اثنا عشر فرسخا.
__________________
(١) تولى ولاية دمشق مع إمارة الحج ، من سنة ١١٤٤ ه / ١٧٣١ م. حتى عزله في سنة ١١٤٦ ه / ١٧٣٣. ، وأثر عنه أنه عمّر مواضع عديدة في طريق الحاج ، وأنه أصلح القلاع هناك ، ينظر صلاح الدين المنجد : ولاة دمشق في العهد العثماني ، دمشق ١٩٤٩ ، ص ٧٧.
(٢) الأصح قوله : يكتنف.
(٣) بل ذكر الخياري ، وقد سبق السويدي بنحو قرن واحد ، أنها كانت خالية من الماء (تحفة الأدباء ج ١ ص ٧٩) وأقيمت إلى جانب هذه القلعة محطة على سكة الحديد الحجازية القديمة ، باسم محطة المدورة ، وهي تبعد عن معان جنوبا بنحو ٢٣٦ كم.
(٤) وصف محمد كبريت المدني هذا المكان بقوله : واد فيه قلعة لطيفة ، فيها شجرة توت وريفة ، ونقر في حجر ينبع منه الماء فيخرج من القلعة ويملأ البركة خارجها ، وفيه نخيل ومياه غير جيدة (رحلة ص ٢٣٣) ووصف الخياري القلعة المذكورة بأنها واهية البناء ظاهر عليها آثار القدم ، بها شقوق في الجدارات ، (تحفة الأدباء ج ١ ص ٧٨) وهي تبعد عن المدورة ب ٣٧ كم.