[تبوك]
وتليها مرحلة تبوك ، وهي التي كانت الغزوة المشهورة واقعة فيها ، المعروفة بين أهل السير بغزوة تبوك. وفيها الآن قلعة صغيرة (١) حواليها أشجار التين والنخل إلا أن النخل صغار. وفي القلعة حراس ، وعادة الحجاج [أنهم] يضعون أمتعتهم فيها أيضا ، ولا سيما ما يتعلق بالأكل ، والمسافة عشرون فرسخا إلا أنا قطعناها بأربع وعشرين ساعة. وعادة الحجاج يجعلون هذه المسافة مرحلتين ، الأولى مرحلة القاع (٢) وهي عبارة عن بر أفيج (٣) لا ماء فيه ، وأقمنا في تبوك يوما ، وزارنا يوم النزول محدّث الأقطار الشامية الشيخ إسماعيل العجلوني فلم يجدني في الخيمة ، فجاءنا ثانيا يوم الإقامة هو والشيخ سليمان شيخ المحيا ، فتحادثنا معهما مقدار ساعة ، واعتذر الشيخ من تقصيره في دمشق حيث لم يكرر الزيارة.
[المغر]
وتليها مرحلة المغر جمع مغرة ، بفتح الميم وسكون الغين وتحرّك أيضا. [و] هي في الأصل طين أحمر والممغر كمعظم : المصبوغ بها ، وبسر (٤) ممغر كمحدث : لونه كلونها ، والأمغر جمل على لونها والمغر محركة ، والمغرة بالضم (١٧١ ب) لون ليس بناصع الحمرة ، أو شقرة بكدرة ، والأمغر الأحمر الشعر والجلد ، والذي في وجهه حمرة في بياض صاف ، ولبن مغير
__________________
(١) وصفها الخياري بانها قلعة عامرة البناء محكمة الوضع شامخة الرفع مبنية بالحجر لمنحوت بين الصفرة والحمرة ، بناء حسن الالصاق ، وبابها عقد محكم فيه كتابة على قيشاني لفظها : أمر بتعمير وتجديد هذه القلعة المباركة مولانا السلطان محمد خان عز نصره على يد العبد الضعيف محمد بن الناشف التذكرجي سنة اربع وستين والف (تحفة الأدباء ج ١ ص ٧٣) وتبعد تبوك عن ذات حج ب ٨٨ كم.
(٢) القاع بحسب تعريف ياقوت (معجم البلدان ج ٤ ص ٢٩٨) ما انبسط من الأرض الحرة السهلة الطين التي لا يخالطها رمل فيشرب ماؤها ، وهي مستوية ليس فيها تطامن ، ولا ارتفاع ، وقاع : منزل بطريق مكة بعد العقبة لمن يتوجه إلى مكة تدّعيه أسد وطئ ومنه يرحل إلى زبالة.
(٣) الفيج : الوهد المطمئن من الأرض ، وفي ب : الافيح والفيح : السعة.
(٤) البسر : التمر إذا لون ولم ينضج.