وقف سنان باشا (١) ، وذلك أنه أهدى لي علبة حلوى سكرية ، والبيتان (٢) :
أهدى لنا حلوى حلاوتها زكت |
|
فكأنما عجن الدقيق بريقه |
وهذا السيد عيسى من طلبة العلم له حسن باهر ، ومحيا زاهر ، لتسلسل عذاره المسكي ، وقيد القلوب بسلاسله وقال : هذا فتكي!.
[العلى]
وتليها مرحلة العلى بضم العين مقصورا ، وهو بلد بناحية وادي القرى (٣) سميت بذلك لكون الجبلين اللذين يكتنفانها عاليين مرتفعين (٤) ، والآن هي قرية صغيرة وقلعة (٥) ، وفيها حدائق من النخيل نحو عشرة الاف نخلة ، وتمرها جيد ، وفيها الليمون الحلو الكبار. وفيها عينا ماء تسقى منها (١٧٣ أ) الحدائق وسائر الأشجار ، إلا أن ماءها وهواءها رديّان. وفيها أيضا آبار يخرج ماؤها بالسواقي فيسقي الزروع ، والمسافة ثمانية عشر فرسخا ونصف إلا أنا قطعناها بنحو عشرين ساعة.
[الحجر : ديار ثمود]
ومررنا بطريقنا ليلا على الحجر ديار ثمود (٦) وتسميها العامة ديار صالح ، لكن في الإياب مررنا عليها نهارا ، وهي أرض موحشة غضب الله ظاهر عليها ، وفيها بيوت ذوات
__________________
(١) يريد : محصّل واردات هذا الوقف.
(٢) البيتان في ديوانه ص ٢٩.
(٣) ذكر ياقوت أن العلا جمع علياء ، وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينه وبين الشام ، نزله رسول الله صلىاللهعليهوسلم في طريقه إلى تبوك ، وبنى مكان مصلاه مسجدا وهي تبعد عن المعظم ب ١٤٠ كم.
(٤) في النسختين : عالية مرتفعة.
(٥) بنيت هذه القلعة زمن عيسى باشا والي دمشق (سنة ٩٣٦ ه / ١٥٢٤ م و ٩٤١ ه / ١٥٣٤) وكانت فيها حامية تتقاضى رواتبها من الضرائب التي فرضت على سكان القرية ونخيلها ، ثم زال ذلك ، وهي منقطع حكام الشام (كبريت : رحلة ص ٢٣٧).
(٦) هي المعروفة بمدائن صالح ، وتقع إلى الشمال من العلى بنحو ٢٥ كم.