وذو الحليفة عن المدينة ستة أميال على ما قال النووي في الإيضاح ، وثلاثة على ما قال ابن حجر في مختصره،و (هذا الخلاف)(١)مبني على مسافة الميل ما هي ، والله تعالى أعلم.
[بين جبلين]
وتليها مرحلة بين جبلين ، وهي ما بين الشهداء وبئر ذات العلم ، وسألت عن الشهداء من هم : فقيل : هكذا نسمعهم يقولون ، وهي قبور وسط الطريق الذي بين الجبلين ، وأما بئر ذات العلم فهي عميقة جدا ، والمسافة ثمانية عشر فرسخا ولا ماء.
[الجديدة]
ثم تليها مرحلة الجديدة تصغير جديدة ، وهي (١٨٨ ب) قرية في حضيض الجبل (٢) ذات نخل كثير ، وفيها تمر جيد يشبه تمر كربلاء المسمى بالمفتعل ، وفيها البطيخ الأخضر ، والفصل ـ كما علمت ـ كانون الأول ، ومنها تجلب الحناء إلى المدينة ، وفيها قبر سيدي الشيخ عبد الرحيم البرعي (٣) ، وعليه قبة ، يزار ويتبرك بها ، نفعنا الله تعالى به ، آمين. والمسافة ستة فراسخ ، وفيها عين ماء عذبة.
[بدر]
وتليها مرحلة بدر ، وبها كانت الغزوة المشهورة التي أعز الله الإسلام فيها ، والمسافة اثنا عشر فرسخا.
[الحمراء]
ومررنا في طريقنا على الحمراء سميت بذلك لأن حجارة الجبل المطل حمراء (٤).
[الصفراء]
وعلى الصفراء ، وهي التي قتل فيها الإمام علي بن أبي طالب رضياللهعنه دريد بن
__________________
(١) سقطت من أ
(٢) في وادي الصفراء قرب المدينة المنورة.
(٣) هو عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي الهاجري اليماني ، صوفي شاعر ، له ديوان شعر أكثره في المدائح النبوية ، توفي سنة ٨٠٣ ه / ١٤٠٠ م ، الزركلي : الأعلام ج ٤ ص ١١٨ وكحالة : معجم المؤلفين ج ٥ ص ٢٠٢.
(٤) هو الموضع المعروف بحمراء الأسد ، وصفه ياقوت بأنه موضع على ثمانية أميال من المدينة ، إليه انتهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يوم أحد في طلب المشركين (معجم البلدان ج ٢ ص ٣٠١).