بفتح الكاف والمد ، (١٩٠ ب) وبقيت بقية ذلك اليوم حافيا ، وطفت طواف القدوم ، ودخلت البيت من باب بني شيبة ، فلما شاهدت البيت أخذتني دهشة وحيرة ، حتى إني نسيت أن أرمل ، وبعد الطواف أتيت الملتزم ، وألصقت صدري به ، وألححت بالدعاء لي ولأصولي وفروعي وحواشي ومحبي حتى إني دعوت لأناس كثيرة بخصوص أسمائهم ، لكن خصصت من أحسن إلي بزيادة.
وأتيت المقام وصليت فيه ركعتي الطواف ، ودعوت كالأول وتضلعت ماء زمزم ، وسألت الله عدة أشياء ، منها المغفرة ودفع عطش يوم القيامة ، ومهما خطر ببالي من الناس أحد شربت من ماء زمزم لمغفرته وإصلاح حاله ولو كان عدوا ، وكذا عند الملتزم ومقام سيدنا إبراهيم والحجر وعرفة والمشعر الحرام (والمدّعى ، حتى) (١) أني أضع كوز ماء زمزم بين يدي وأتذكر الناس ، وكل من خطر ببالي أخذت الكوز وشربت منه على نية مغفرة ولو كان عدوا أو حسودا سوى (رجلين فلم ادع لهما ولا عليهما ، حتى ترجّاهما) (٢) السيد يونس الأدهمي في طواف الوداع ، فدعوت الله أن يصلحهما ، أكثر دعائي لرجلين وامرأة لأنهم أحنوا (١٩١ أ) بعدي على أهل بيتي ، وأكثر الكل كان دعائي لتلك الامرأة فإني والله ما نسيتها من الدعاء كل وقت لأنها غمرتني بإحسانها ، فإنها جهزتني من داري إلى مكة ، فكلما كان عندي فهو من إحسانها ، ودعوت لها ، وكلما رأيت أثرا من إحسانها دعوت لها ، حتى إني كلما صادفت صالحا أو عالما سألته الدعاء لها ولأولادها وزوجها وأقاربها ، فو الله لكنت أدعو لأقاربها كرامة لها مع أنه لم يصلني من إحسانهم شيء ولا لي معرفة بهم ، وأخذت لها من العلماء الأساطين ، والصوفية السلاطين ، دعائم الإسلام ، ورحمة الأنام إجازات في جميع العلوم وطرق الصوفية ، أحياها الله وولديها وزوجها ومن تحبه الحياة الطيبة الهنية ، ورزقها وإياهم السعادة الأبدية السنية. ومما وقع لي في الحرم أن قلت : إلهي
__________________
(١) مطموسة في أفأكملناها من ب.
(٢) مطموسة في أفأكملناها من ب.