بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الصبح ، وقد أجزت (١) بجميع ذلك كلا من عبد الرحمن ومحمد وإبراهيم وأحمد ورقية وسارة وصفية أبناء الملا عبد الله السويدي جعل الله تعالى (الجميع) (٢) قرة عين ، ورزقه الله تعالى خيرهم وبرهم. وقد أجزت أيضا بجميع ذلك الشاب النجيب اللوذعي ، الولد الأعز قرة العين ، حسين الأكرم بن كتخدا محمد باشا (٣) ، ووالدته الخيرة (٤) الطاهرة والدرة الفاخرة ، من لها في العلم أوفر نصيب ، المصونة خديجة ، بلغها الله تعالى وابنها حج بيت الله الحرام ، وزيارة قبر الحبيب عليه الصلاة والسلام. قاله بفمه ، فقير ربّه وأسير ذنبه ، عمر بن أحمد بن عقيل السقاف باعلوي المدرس بالحرم الشريف ، والمسجد المعظم المنيف ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. وخرج الحاج الشامي ظهر يوم (١٩٤ أ) الأحد العشرين من ذي الحجة (٥) ، وخيّم قرب الشيخ محمود ونيته [أن](٦) يرحل [في] نصف الليلة الآتية ، فأرسل يطلبني الشريف مسعود ابن الشريف سعيد (٧) والي مكة ، فامتنعت من الذهاب إليه وقلت لرسوله : إن الحاج ذهب. فقال : إن الشريف يريد الاجتماع بك هذه الليلة بعد العشاء وإلا فضحى ثاني يوم قلت : لا أستطيع ذلك والحاج يبعد عني ، فقال : يرسلك الشريف مع ركب إلى عسفان فيما (٨) بعد ،
__________________
(١) في ب (وأجزت).
(٢) سقطت من أفأكملناها من ب.
(٣) أشار إليه مرارا في هذه الرحلة واصفا إياه بولده القلبي.
(٤) في ب (الحرة).
(٥) الموافق ٢٣ كانون الثاني (يناير) سنة ١٧٤٥ م.
(٦) زيادة يقتضيها السياق.
(٧) في النسختين (سعد) والصحيح ما أثبتناه ، وهو الشريف مسعود بن زيد بن محسن ، أمير مكة من ١١٤٥ ه / ١٧٣٢ م إلى ١١٦٥ ه / ١٧٥٢. أحمد زيني دحلان : خلاصة الكلام في بيان أمراء البيت الحرام ، مصر ١٣٠٥ ه / ص ١٨٧ ـ ١٩٥.
(٨) في النسختين (فما).