ولما خرجت من دمشق صعب علي مفارقتها ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لاتخذتها دار سكناي :
ولست براجع ما فات مني |
|
بليت ولا لعلّ ولا لو انّي |
حسبي الله ونعم الوكيل ، كان ذلك في الكتاب مسطورا ، وغالب ما يقع عندهم من المسائل من علم النحو ، فممّا وقع السؤال عنه قول الشاعر :
(٢٠٤ أ)
قد سالم الحيّات منه القدما |
|
(فالأفعوان والشجاع) (١) الشجعا انسجما |
وصورة السؤال : أنه روي بنصب
الحيات فأين فاعل سالم ، وروي برفعها ، فأفعوان كيف يصح أن يبدل من الحيات المرفوع المنصوب ، وجوابه : أما على رواية النصب فالفاعل القدما إذ أصله القدمان حذفت نونه للضرورة ، وأما على لغة من ينصب الفاعل المفعول ، ذكر ذلك ابن هشام في مغنيه وغيره ، وأما على رواية الرفع فالأفعوان يدل على الحيات باعتبار أنه مفعول لأنه (٢) فاعل يقتضي اسمين ، أحدهما فاعل صريح معقول ضمنا ، وثانيهما مفعول صريح فاعل ضمنا ، فالحيات وإن كان فاعلا صريحا فهو مفعول ضمنا ، فالأفعوان بدل منه على هذا الاعتبار الضمني.
ومما وقع منه قول الشاعر :
أكلت ديكا وديكا |
|
وليس لي غير ديك |
والجواب : إن وديكا الثاني صفة ديكا (٣) الأول ، بمعنى سمينا. قالوا : أصلية من الكلمة لا عاطفة.
ومما وقع السؤال عنه قولهم : أكل زيد ضرب عمرو ، والضرب هو (٢٠٤ ب) العسل
__________________
(١) مطموسة في أ.
(٢) في النسختين (إن)
(٣) ليس في ب (ديكا).