عجيمي زاده ، منحه الله الخير والسعادة ، فقد ألح علي أن أكون ضيفه مدة إقامتي في حلب ، ومع ذلك تشفع بالسيد محمد الطرابلسي بأن أكون كل ليلة عنده وأتعشى عنده فرضيت ، لكن كل يوم وقت العصر يرسل خلفي خادمه ، وكل وقت يوصي خدامه بإكرامي حتى إنهم ليضعون تحتي فرشا فاخرة كثيرة ، وفوقي لحافين يخدمني أتباعه أكثر من خدمة أولادي. واحتجت إلى قرض نقود فأقرضني بطيب نفس من غير أن أذكر له ، بل إنه سمع مني الاحتياج فألح عليّ بالإقراض جزاه الله عني خيرا.
[معان]
ولما وصلنا إلى معان انخزل (١) عنا جماعة من الحاج لزيارة بيت المقدس ، ومنهم ولدنا القلبي الشيخ عبد الوهاب الموصلي ، فأوصيته بأن يستجيز لي ولأولاي الصلبيين والقلبيين (٢٠٧ أ) طريقة التصوف من شيخنا الولي المرشد المسلك السيد مصطفى الصديقي ، فجاء الشيخ عبد الوهاب إلى دمشق ليلة خروجنا منها ومعه كتاب من الشيخ ، نفعنا الله به ، وصورته :
سبحان الله الأوّلي الأبدي |
|
مانح الأوّاه كل سر سرمدي |
عواطف إحسان بها القلب يهتدي |
|
خواطب عرفان لها اللب قد هدي |
فواتح تقريب فوائح جذبة |
|
لواعج تهذيب سوائح مبتدي |
تحقق عبد الله لا عبد درهم |
|
بأسرار أهل الله إذ سار يقتدي |
وترشقه الأقدار كأسا مروّقا |
|
عتيقا عبيقا منعشا كل مسعد |
وتطرقه الأنوار كأسا مطوقا |
|
قلائد عز في منار تجرد (٢) |
ويكشف عن أطوار أخبار خبرة |
|
فيعرف بالأخبار أخبار سؤدد |
ويدرك سر السير بالبر للهدى |
|
وسقيا لبان الخير بيت ام معبد |
__________________
(١) اختزل عن قومه : اقتطعه وأفرده.
(٢) في ب (منابر تجلدي).