شمس الحسن في آفاق المحيا ، وأودع في الرضاب قوة الإسكار فلا يحاكيه الحميا ، ونصب القلوب أغراضا لأهداف العيون (١) ، وأغمد البيض البواتر في لحاظ الجفون ، والصلاة والسلام على أحسن الخلق وأجملهم (٢) وأفضلهم وأكملهم ، ذي المحاسن التي ما حواها مخلوق ، والشمائل التي ما اتصف بها سابق ولا مسبوق ، سيد الملاح على الإطلاق ، وجامع أنواع الجمال بالاتفاق ، جدّي الأكبر بالمعنيين ، محمد المصطفى من خير الفريقين ، وعلى آله وأصحابه وجنده وأحزابه ، أما بعد. فيا أيها المفتئتون على ادعاء الخلافة ، والزاعمون أنكم جمعتم أصناف الرقة واللطافة ، أتظنون أن أمر الخلافة سدى ، وأن (٢١٦ ب) الضلالة تقهر الهدى كلا! فإن للخلافة شروطا مشروطة ، وأركانا بها منوطة مربوطة ، فأي منكم ترشح لها وتأهل ، وأي عليه مدار أعبائها إذا الأمر أعضل ، فأنا (٣) المعين دون أحد ، وأنا السلطان والعلم المفرد ، طالما فتكت بألحاظي ، وأثملت بألفاظي ، فكم أسد قبضت ، وكم بطل أسرت ، وكم لي من قتيل وصريع وجديل ، إن تبخترت كان البان في خجل ، وإن لحظت كان الغزال في وجل ، وإن أسفرت أزريت بالنيرين ، وإن أسبلت غديرتي كان الليل في تيك (التقدرين) (٤) يهتدي ، يجليني إذا أشرق ، ويضل بطرفي كالليل ، إذا غسق ، يفوق ابتسامي البرق بالشنب ، ويقضي تعبيسي بالهلاك والعطب ، إذا أمرت امتثلت أوامري ، وإن نهيت اجتنبت زواجري ، وحسبي في تعييني الخلافة ، أن شاكرا أو عبد الرحمن ، سلما لي بالظرافة : فكانا من أتباعي وأنصاري وأشياعي ، كيف وقد حكم لي بها العالم الذي سار فضله في كل نادي ، (٢١٧ أ) وترنم بتحقيقه الحق كل حادي ، وشاعت فضائله في كل سهل ووادي ، الشيخ الجليل أبو البركات البغدادي ، حيث قال :
__________________
(١) في ب (أهدابا لأغراض العيون).
(٢) في ب (وأجملهم) أو (أجلهم).
(٣) في ب (فإن).
(٤) كذا في ب وهي مطموسة في أ.