عمّره وهو السلطان خالد تحيط به جدران عالية شامخة ، تكتنفها منارتان رفيعتان في غاية الجودة والحسن تشبهان منارة الجامع الكبير في حلب ، إلّا أن هاتين أحسن وأحكم بناء ، وللمصلى الداخل باب عن يمينها وعن شمالها آخر ، ويكتنفها أربعة شبابيك يمينا وشمالا»
وكلامه عن جامع حمص يكشف عن دقة ملحوظة في تتبع تاريخ البناء وما مر عليه من تطورات ، وفي تسجيل الكتابات الأثرية التي فيه ، وفي إحصائه لأساطين الجامع وأحجامها ، وما إلى ذلك من أمور ، يقول «جامع كبير في صحنه بركة وعواميد سمّاقية ملقاة ومطروحة على الأرض ، وأعلى المصلى مسقف بالخشب وظاهر البناء يدل على أنه كان عقدا ، فأخبرت أن تيمور الخبيث هدمه. وعلى باب الجامع المذكور من خارج كتابة فيها اسم الباني وهو السلطان المالك الملك المجاهد المرابط المؤيد المنصور أسد الدنيا والدين ملك المسلمين أبو الفتح شير كوه بن محمد بن شير كوه ناصر أمير المؤمنين في شهر رجب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة .. وفي داخل المصلى عواميد من الرخام في غاية الغلظ والطول ، وهي سبعة عشر عمودا طول الواحد نحو أربعين شبرا ، ودوره قدر ما يحضن الإنسان مادا يديه بمرة ونصف».
ووصف جامع معرة النعمان ومئذنته بأنه «جامع كبير في أحسن ما يكون من العمارة ، وله منارة رفيعة حسنة البناء مربعة» كما وصف الجامع الأموي في دمشق مجملا فقال «وهذا الجامع كبير واسع في غاية الحسن من العمارة والنقش والاسطوانات والرواقات بحيث يعلق في كل ليلة من رمضان نحو اثني عشر ألف قنديل كما قيل» ، وجاء وصفه لعمارة جامع السليمانية بدمشق ومدرسته دقيقا ، تطرق فيه إلى ما كان يحفل به من برك وفوارات وحجر ومآذن ، قال «هو جامع جليل تحيط به البساتين من جوانبه الأربعة ، في وسط صحنه بركة ماء واسعة فيها خمس فوارات ، وفيه مطبخ يطبخ فيه الطعام ، وله حجر متعددة ، سقوفها قباب مطلية بالرصاص ، وكذا قبة الجامع ، وله منارتان حسنتان ، والحاصل أنه جامع من عجائب الدنيا إلّا أن مصلاه صغير .. ويتصل به مدرسة السليمانية ، وهي ذات حجر كثيرة في صحنها بركة ماء عشر في عشر ذات فوّرارات خمس ، وموضع التدريس قبة واسعة