ظن القنابر والأطواب تفزعه |
|
أو من صواعقها يخشى وإرعاد |
فمال للسلم إذعانا وذا نادر (١) |
|
لما رآه ثبوتا طود أطواد |
واختار من بعد رفض رفض مذهبهم |
|
فصار في الحال سنيّا بأشهاد |
وشدد النهى عن سبّ الصّحابة بل |
|
قد شاب هذا بتهديد وإبعاد |
ورتّب الخلفاء الراشدين على |
|
عقائد السنّة الأولى بإرشاد |
فكم خلاف (٢) وكم كفر وكم بدع |
|
أزال وهو على كل بمرصاد |
(٣٦ أ)
وحتّم الأمر أن يدعو خطيبهم |
|
على المنابر للخنكار (٣) في النادي |
وقد علمنا يقينا إنما فعل |
|
الذي ذكرنا حذار الضيغم العادي |
والله والله أيمانا مغلظة |
|
لولا أبو عدلة والمفخر البادي (٤) |
لكان أطفالنا أسرى الأعاجم بل |
|
كنا رهائن أجداث وألحاد |
فالله يكلؤه والسعد يخدمه |
|
والنصر يقدمه فوزا بإسعاد |
فيا أبا عدلة لا زلت ذا ظفر |
|
إذنا ومنا بإحسان وإرفاد |
والاستئذان الذي كانت هذه القصيدة في صدره هو هذا :
اللهم يا ذا المن الذي لا ينفذ إمكانه ، والإحسان الذي لا يحد إحسانه ، إنا نتوسل إليك بجلال ذاتك ، وكمال صفاتك ، أن تديم على الأنام ، ولا سيما سكان مدينة السلام ، ظل الوزير
__________________
(١) في الديوان (بلا جدل).
(٢) في الديوان (خلاق).
(٣) الخنكار : السلطان العثماني.
(٤) يريد بأبي عدلة الوزير أحمد باشا ، وعدلة هي عادلة خاتون ابنته الكبرى ، وقد تزوجت من سليمان باشا أبي ليلة أحد مماليك والدها وكتخداه (مساعده ونائبه) سنة ١١٤٥ ه / ١٧٣٢ م ، فلما اختير الأخير واليا على بغداد وتوابعها خلفا لسيده سنة ١١٦٣ ه / ١٧٥٠ م ، انتقل الحكم إلى ولاة من المماليك ، ولبث بأيديهم بصفة مطلقة تقريبا حتى سنة ١٢٤٧ ه / ١٨٣١ م. كتابنا : عادلة خاتون ، بغداد ١٩٩٧