حاتم (١) ، أنا حرب بن إسماعيل الكرماني ـ فيما كتب إليّ ـ قال : قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : كان سفيان يسمّي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) ، أخبرني أحمد بن حنبل ، أن أبا الزناد أعلم من ربيعة ، قلت لأحمد : فحديث ربيعة؟ قال : ثقة ، وأبو الزناد أعلم منه.
قرأنا على أبي غالب ، وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة ، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا مصعب ، قال (٣) : وكان أبو الزناد فقيه أهل المدينة ، وكان صاحب كتاب وحساب ، وكان كاتبا لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة ، وكان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب ، وقدم على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة ، فجالس هشاما ، مع ابن شهاب ، فسأل هشام ابن شهاب : في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء فيه لأهل المدينة؟ قال : لا أدري ، قال أبو الزناد : كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلّا وجد علمه عنده ، قال أبو الزناد : فسألني هشام ، فقلت : المحرّم ، فقال هشام لابن شهاب : يا أبا بكر هذا علم أفدته اليوم؟ قال ابن شهاب : مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد منه العلم ، وكان أبو الزناد معاديا لربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، وكان أبو الزناد وربيعة فقيهي البلد في زمانهما ، وكان الماجشون واسمه يعقوب بن أبي سلمة مولى الهدير ـ يعين ربيعة على أبي الزناد ، وكان الماجشون أول من علّم علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة ، قال أبو الزناد : مثلي ومثل الماجشون مثل ذئب كان يلج (٤) على أهل قرية فيأكل صبيانهم ودواجنهم ، فاجتمعوا له فخرجوا في طلبه فهرب منهم ، فقطعوا عنه ، إلّا صاحب فخّار ، فألحّ في طلبه ، فوقف له الذئب ، فقال هؤلاء عذرتهم أرأيتك أنت ، ما لي ولك؟ والله ما كسرت لك فخّارة قط. ثم قال : الماجشون ما لي وله ، والله ما كسرت له
__________________
(١) الخبر في الجرح والتعديل ٥ / ٤٩.
(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤١٢ ـ ٤١٣.
(٣) الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال ١٠ / ١٢٠ ـ ١٢١ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.
(٤) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي تهذيب الكمال وسير أعلام وم : يلحّ.