ومحل له (من) (٧١) الحسن نصيب. ولمّا ابتسم ثغر الصباح ، وبشّرت بمقدمة نسمات الرياح ، الغينا (٧٢) عمل السرّاج إلى الاسراج ، وشرعنا في السير الدائب ، وصرفنا إلى وادي آش (٧٣) صروف الركائب. واجتزنا بوادي حمّتها (٧٤) ، وقد متع النهار ، وتأرجت الأزهار ، فشاهدنا به معالم الأعلام ، وحيّينا دار حمدة بالسلام ، وتذاكرنا عمارة نواديها ، وتناشدنا قولها في واديها :
أباح الشوق أسراري بوادي |
|
له في الحسن آثار بوادي |
فمن واد يطوف بكل روض |
|
ومن روض يطوف بكل وادي |
ومن بين الظباء مهاة رمل |
|
سبت قلبي وقد ملكت فؤادي |
لها لحظ ترقّده لأمر |
|
وذاك الأمر يمنعني رقادي |
كأن البدر مات له شقيق |
|
فمن حزن تسربل بالحداد (٧٥) |
واستقبلنا البلدة حرسها الله في تبريز سلب الأعياد احتفالها ، وغصبها حسنها ، وجمالها نادي بأهل المدينة ، موعدكم يوم الزينة ، فسمحت الحجال برباتها ، والقلوب بحبّاتها ، والمقاصر بحورها ، والمنازل ببدورها. فرأينا تزاحم الكواكب بالمناكب وتدافع البدور بالصدور بيضاء كأسراب الحمائم ،
ملتفعات بروضهن تلفع الأزهار بالكمائم (٧٦) ، حتى (إذا) (٧٧) قضى القوم من سلامهم على إمامهم فرضا ، واستوفينا (٧٨) أعيانهم تمييزا وعرضا ،
__________________
(٧١) في (ا) عن
(٧٢) كذا في (ا ، ب) وقد قرأها مولر القينا
(٧٣) مدينة وادي آش أو وادي إيش واسمها القديم Acci وتعرف اليوم باسم Guadix وتقع هذه المدينة على نهر فردس على مسافة ٥٣ ك. م شمال شرق غرناطه. راجع (الحميري :
الروض المعطار ص ١٩٢ ـ ١٩٣ ، نشر ليفي بروفنسال ١٩٣٧) انظر كذلك ١٨٩.P) Seybold ,Enc ISl.II.
(٧٤) Rio Alhama
(٧٥) هذا البيت زيادة عن (ب)
(٧٦) وردت هذه العبارة في (ب) : متنقبات تنقب الأزهار بالكمايم.
(٧٧) الزيادة عن (ب)
(٧٨) في (١) ، واستوفى.