الرسالة الثانية
مفاخرات مالقة وسلا
ومن ذلك ما صدر عنّي في مفاخرات مالقة (٣٠٤) وسلا (٣٠٥) بما نصّه :
سألتني عرفك الله عوارف السعد المقيم ، وحملني وإياك على الصراط المستقيم ، المفاضلة بين مدينتي مالقه وسلا ، صان الله من بهما من النّسم ، وحباهما (٣٠٦) من فضله بأوامر القسم بعد أن رضيت بحكمي قاضيا ، وبفصلي الخطة سيفا ماضيا ، لاختصاصي بسكنى البلدين ، وتركي فيهما الأثر للعين.
على أن التفضيل إنما يقع بين ما تشابه وتقارب ، أو تشاكل وتناسب ، وإلا فمتى يقع التفضيل؟ بين الناس والنسناس ، والملك والخنّاس ، وقرد الجبال وظبي الكناس؟
مالقة أرفع قدرا ، وأشهر ذكرا ، وأجلّ شأنا ، وأعزّ مكانا ، وأكرم ناسا ، وأبعد التماسا ، من أن تفاخر أو تطاول ، أو تعارض أو تصاول ، أو تراجع
__________________
(٣٠٤) مالقةMlaga اسم لمدينة وولاية على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق إسبانيا.
وفي أيام ابن الخطيب كانت مالقة تعتبر العاصمة الثانية بعد مدينة غرناطة في مملكة بني الأحمر.
(٣٠٥) سلاSale مدينة رومانية قديمة على ساحل المحيط الأطلنطي بأقصى المغرب ويفصلها عن مدينة رباط جنوبا نهر أبو الرقراق (بور جراج) وقد سبق أن أشرنا إلى أن ابن الخطيب أقام في هذه المدينة عند ما نفي مع سلطانه محمد الخامس عام ١٣٦٠ م وظلّ بها حتى عام ١٣٦٢ حينما عاد ثانيه إلى غرناطة مع سلطانه المذكور بفضل مساعدة ملك قشتاله وسلطان بني مرين
(٣٠٦) في الأصل وحباها وصحّتها كما في المتن