أو تغاول ، ولكنّي سأنتهي إلى غرضك ، وأبيّن رفع مفترضك وأباين بين جوهرك وعرضك.
فنقول الأمور التي تتفاضل بها البلدان ، وتتفاخر منها به الأخوان ، وتعرفه حتى الولائد والولدان ، هي : المنعة والصنعة والبقعة والشّنعة (٣٠٧) والمساكن والحضارة والعمارة والإمارة والنضارة.
فأما المنعة ، فلمالقة ، حرسها الله ، فضل الارتفاع ومزية الامتناع أما قصبتها (٣٠٨) ، فاقتعدت الجبل كرسيّا ، ورفعها الله مكانا عليّا ، بعد أن ضوعفت أسوارها وأقوارها (٣٠٩) ، وسما بسنام الجبل المبارك منارها ، وقربت أبراجها ، وصوعدت أدراجها ، وحصنت أبوابها ، وعزّز جنابها ، ودار ببلدها السور والجسور ، والخندق المحفور. فقلهراته (٣١٠) مدائن بذاتها ، وأبوابها المغشاة بالصفائح (٣١١) شاهد بمهارة بناتها ، وهمم أمرائها وولاتها كأنها لبست الصباح سربالا (٣١٢) ، أو غاصت في نهر الفلق بهاء وجمالا ، أمنت من جهة البحر التقيّة ، ودار بها من جهة البرّ الحفير والسّلوقية (٣١٣) ، لا تجد العين بها عورة تتقى ، ولا ثلما منه يرتقى ، إلى الربضين (٣١٤) اللذين كل واحد منهما
__________________
(٣٠٧) الشنعة : الشهرة والسمعة. انظر Dozy : Supplement aux dictionnaires Arabes I, p. ١٩٧ ـ ٢٩٧ () Paris ٧٢٩١ ((
(٣٠٨) راجع وصف هذه القصبة فيGuillen Robls : Malaga Musulmana Cap II. Parte ٢) Malaga ٠٨٨١ (
(٣٠٩) أقوار ومفردها قور بمعنى نطاق وسياج انظر (Dozy : Suppl.,II ,P ٧١٤ a)
(٣١٠) قلهرات جمع قلهره Galahorra بمعنى قلعة أو برج القلعة انظر (Dozy : Suppl II P ١٠٤
(٣١١) الصفائح معناها هنا النقوش والزخارف التي تحلّى بها الأبواب. (صفائح الرتاج) انظر (Dozy : Suppl.,I ,P.٤٣٨)
(٣١٢) السربال : القميص. انظرDozy : Dictionnair detaille des noms des Vetements chez les arabes, p ٢٠٢. (Amesterdam ٥٤٨١ (
(٣١٣) السلوقيه أو السلوقية نوع من الخنادق أو الأبراج الأمامية التي في خارج الأسوار راجع (Dozy.Suppl.,I.P ٦٧٦)
(٣١٤) سمي أحد هذين الربضين باسم فنتنالةFontanella ، وسمي الآخر باسم التيانين أو التيانيين نسبة إلى تجارة التين التي اشتهرت بها مالقه. راجع (Levi Provencal : La Peninsule (Iberique D apres Ar ـ Rawd AL ـ Mi tar, p. ٣١٢ note ٦ وقد سمّى دوزي هذا الربض باسم التبانين نسبة إلى تجار التبن ، والقراءة الأولى أصح. راجع (الإدريسي نشر دوزي ودي خويه ، ص ٢٠٤ ، ٢٢٠).