مدينة حافلة ، وعقيلة في حلى المحاسن رافلة.
وسلا على ما علمت ، سور حقير ، وقور إلى التنجيد والتشييد فقير ، آطام خامله ، وللرم آمله ، وقصبتها بالبلد متّصلة ، ومن دعوى الحصانة منتصلة ، سورها مفرد ، لا سلوقية تقيه ، وبابها مقصد لا ساتر يحميه ، والماء بها معدوم ، وليس له جب معلوم ، ولا بئر بالعذوبة مرسوم ، وفي عهد قريب استباحها الروم في اليوم الشامس ، ولم ترد يد لامس ، من غير منجنيق نصب ، ولا تاج ملك عليها عصب ، قلّة سلاح وعدم فلاح ، وخمول سور ، واختلال أمور (٣١٥).
ومنذ سقطت دعوى المنعة ، فلنرجع إلى قسم الصنعة فنقول :
مالقة ، حرسها الله ، طراز (٣١٦) الديباج المذهّب ، ومعدن صنائع الجلد المنتخب ، ومذهب الفخار ، المجلوب
منها إلى الأقطار ، ومقصر (٣١٧) المتاع المشدود (٣١٨) ، ومضرب الدست المضروب ، وصنعاء (٣١٩) صنائع الثياب ومحج التجار إلى الإياب ، لأفعام العياب ، بشهادة الحس والجن والإنس ، ولا ينكر طلوع الشمس.
وأي صناعة في سلا يقصد إليها أو يعول عليها أو يطرف بها قطر بعيد ، أو يتجمل بها في عيد.
ومنذ سقطت مزية الصنعة ، فلنرجع إلى مزية البقعة فنقول :
__________________
(٣١٥) من المعروف أن الإسبان هاجموا مدينة سلا على غره أيام الملك الفونسو العالم (El sabio) وذلك في ٢ شوال عام ٦٥٨ ه (١٢٦٠ م) وقد طردهم منها السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بعد احتلال دام أربعة وعشرين يوما. وانظر (ابن أبي زرع : روض القرطاس (نشر طورنبرج) ص ٢٠١ ، ٢٧٨) انظر كذلك (السلاوي : الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى ج ٢ ، ص ١١).
(٣١٦) عن نظام الطراز ، راجع مقال جروهمان في دائرة المعارف الإسلامية :(Enc.Islam Iv P.٥٢٨ ـ ٤٣٨)
(٣١٧) مقصر : لعلّ معناها هنا ، آلة لغزل الأقمشة القطنية (الموسلين) ، راجع : Dozy : Suppl.,II) P.٨٥٣)
(٣١٨) المتاع المشدود أي كل ما يشد به مثل العمائم والأحزمة. راجع :(Dozy : suppl.I ,P ٧٣٧)
(٣١٩) صنعاء عاصمة اليمن كانت مشهورة بمنسوجاتها ، والمعنى هنا مجازي.