فتفتحت بها أزهار القباب البيض في بساطها (٢٨٤) العريض ، وخطرت ببالي مقطوعة في مخاطبة المولى أنجح الله عمله ويسّر من فضله أمله ، أثبتّها على حكم الاستعجال. وأوصفت (٢٨٥) على بيوتها خيل (٢٨٦) الارتجال :
إذا سرت سار النور حيث تعوج |
|
كأنك بدر والبلاد بروج |
لك الله من بدر على أفق العلا |
|
يلوح وبحر بالنوال يموج |
تفقدت أحوال الثغور بنية |
|
لها نحو أبواب القبول (٢٨٧) عروج |
وسكنتها بالقرب منك ولم تزل |
|
تهيم هوى من قبله وتهيج |
مررت على وعد من الغيث بينها |
|
فمنظرها بعد العبوس بهيج |
فكم قلعة قد كلّل النور تاجها |
|
ورف عليها (٢٨٨) للنبات نسيج |
ولا نجد إلا روضة وحديقة |
|
ولا غور إلا جدول وخليج |
أيوسف دم للدين تحمى ذماره |
|
إذا كان للخطب الأبيّ ولوج |
بفتية صدق إن دجا ليل حادث |
|
فهم سرج آفاقهن سروج |
بقيت قرير العين ما ذرّ شارق (٢٨٩) |
|
وما طاف بالبيت العتيق حجيج |
وبتنا نتعلّق بأنفاس (٢٩٠) الحضرة العاطرة ، ونستظلّ بسمائها الماطرة ، ونعلن بالاستبشار (٢٩١) ، ونحن إلى الأهل حنين العشار :
وأبرح (٢٩٢) ما يكون الشوق يوما |
|
إذا دنت الديار من الديار |
فلمّا تبسّم زنجي الليل عن ثغر الفجر ، وشبّ وليد الصبح (٢٩٣) عن عقد الحجر ، ولحظتنا ذكاء بطرفها الأرمد ، وقد بقي (٢٩٤) الليل فيه بقيّة
__________________
(٢٨٤) في (ب) بساطه
(٢٨٥) في (ب) وأوجفت ، لعلها أوضعت أي أسرعت فالوضع نوع من المشي السريع.
(٢٨٦) في (ا) نجيل
(٢٨٧) في (ب) لها أسباب السماء عروج
(٢٨٨) في (ا) دوف عليه
(٢٨٩) في (ا) : بقيت فريد العين مادر شارق
(٢٩٠) في (ب) بأنوار
(٢٩١) في (ب) الاستبشار
(٢٩٢) في (ب) وأقرب.
(٢٩٣) في (ب) الصباح
(٢٩٤) في (ب) ترك