سبيل زهادة ، فكم بمالقة من وليّ ، وذو مكان عليّ ، ومن طنجاليّ وساحليّ (٣٣٨). وهذه حجج لا تدفع ، ودلائل إنكارها لا ينفع ، فمن شاء فليؤثر الاتصاف بالإنصاف ، ومن شاء فليؤثر الخلاف وسجايا الأخلاف. فأنا ـ يعلم الله ـ قد عدلت لما حكمت ، ورفعت لما ألممت ، وسكت عن كثير ، وجلب فضل أثير ، إذا لم تحوج إليه ضرورة الفخر ، ولا داعية القهر. ولو شئت لجلبت من أدلّة التفضيل ما لا يدفع في عقده ، ولا سبيل لنقده ، لكن الله أغنى عن ذلك ، وكفى بهذه المسالك ، بيانا للسالك ، وفضلا بين المملوك والمالك. والله يشمل الجميع بنعماه ، ويتغمّد الحيّ والميت برحماه.
وفصل الخطة أن لمالقه مزية بجلالها وكمالها وحسن أشكالها ، ووفود مالها ، وتهدّل أظلالها وشهرة رجالها ، وظرف صنائعها وأعمالها.
ولسلا ، الفضل لكن على أمثالها ونظرائها ، من بلاد المغرب وأشكالها ، إذ لا ينكر فضل اعتدالها ، وأمنها من الفتن وأهوالها عند زلزالها ، ومدفن الملوك الكرام بجبالها.
ومالقة ، قطر من الأقطار ، ذوات الأقدار والأخطار ، وتحصيل الأوطار.
وسلا ، مصبّ الأمطار ، ومرعى القطار ، وبادية بكل اعتبار.
وهنا نلقي عصا التسيار ، ونغضّ من عنان الإكثار ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
__________________
(٣٣٨) انظر ما كتبه الرّحّالة ابن بطوطه عن هؤلاء المتصوّفة أثناء رحلته في مملكة غرناطة (تحفة النظار ص ١٨٥) انظر كذلك) Levi Provencal : Le Voyage d, Ibn Battuta dans le royaume de Grenada) ١٦٣١ (ـ Melanges Wiliam Marcais) Paris ١٦٩١ (P. ٨١٢ انظر كذلك (Garcia G ? mez : El Parang ? n entre Malaga y Sale p. ٤٩١ y Nota. Op. Cit.)