طريقي خانا معدّا لزوار البهرة (الطائفة الداودية الإسماعيلية) من أهالي الهند ، حتى وصلت نبي يونس.
فالكوفة تقع أمام الحيرة حيث يوجد لسان من الرمل الذي يقترب عموديا إلى الفرات (بين سهل مسقى (١) من الجهة الشرقية وبطن (٢) من الجهة الغربية وهنا على حافة البادية كانت توجد مسلحة لحراسة جسر الزوارق المنصوب على الفرات والذي كان يؤدي للجادة المنتهية إلى طسيفون كما أنها اليوم تصل إلى بغداد وقبل تأسيس الكوفة كانت الحيرة عاصمة اللخميين محمية الفرس طيلة ثلاثة قرون ومع ذلك لم تكن سوى ثغر من ثغور البادية» Caravan city «(٣) ومحل لتبادل البضائع بين عمال الإيرانيين ومأموريهم من جهة وكبار أصحاب الإبل البدو من الجهة الأخرى بصورة مستمرة كما أنها كانت تجمع بين أهل المدن والقرى الآراميين الشديدي التنصر وبين العشائر الصغيرة الأليفة من رعاة الغنم التي اعتادت على التردد هناك.
فالكوفة متقدمة نحو الشط أكثر من الحيرة وكانت تسيطر على الجسر (٤) الذي كان ينبغي أن يظل منصوبا على الدوام لأجل العبور إلى الطريق التجاري الكبير الذي كان يربط أعالي آسيا بأقصى اليمين (٥).
__________________
(١) وهو الملطاط الذي بين الجسر والجامع وكان يسمى أيضا بالسبخة.
(٢) البطن قطعة من الأرض القاحلة العميقة (المترجم).
(٣). Cf, Pe ? tra et Palmyre) Rostvitzeff caravan ـ cities, oxf, ٢٣٩١ (
(٤). Sur la fixite historique des ponts de bateau, cf. ma mission, op. cit, ii, p. ٨٨
(٥) وذلك إما عن طريق نجد وإما عن طريق الإحساء مارا بوادي الدويسر ونجران ونصارى ـ ـ نجران الذين أجلوا عن أوطانهم سلكوا نفس الطريق إلى العراق ، كما أن دعاة القرامطة ساروا فيه أيضا.