والقبائل التي سكنت الكناسة هي : عبس وضبة وبالأخص تميم ، ثم أصبحت ملجأ للسنيين يلتجؤون إليها كلما زاد تشيع أهل الكوفة حماسا وحنقا على بني أمية.
ولما انحطت الكوفة أضحت الكناسة ضاحية منعزلة مختصة بالسّنة ، كما يذكر لنا المقدسي وفيها كانت منازل آل طلحة (من نسل ابنه موسى) ومساكن بطون قبيلة تميم ، فبنو رياح كانوا يسكنون في الجهة الشرقية (والسكة التي كانت تمتد من الكناسة إلى السجن القديم سميت ب (سكة شبث) نسبة إلى رئيسهم الخارجي (شبث بن ربعي) (١) وبنو دارم كانوا يسكنون حيال بني رياح (وكان القادم من جهة القصر يرى دار رئيسهم بشر بن عطارد (٢) خلف دور بني أسد) (٣) وكذلك كان بنو حمام وبنو الشيطان (ـ حنظلة) يسكنون الكناسة. وبعد زمن سكنت الكناسة بعض بطون بني أسد كبني عوف وبني حزام (وليس بني خزّام ، الذين كان آل جابر الأنصاري الحواري الشيعي قد اختفوا في منازلهم ، كما أن الشيعي المتطرف (المغيرة) (٤) كان يتردد هناك على الشيعيين (الأحمس وصفوان بن مهران). وسكن الكناسة أيضا بنو هالك (رهط سماك بن مخرمة خصم العلويين) وكان لهم هناك
__________________
(١) الأغاني الطبعة الثانية المجلد (١٥) ص ١١٠.
(٢) الكشي ص ٦٠.
(٣) ابن الفقيه ص ١٨٣.
(٤) هو المغيرة بن سعيد البجلي كان عابدا زهدا ، وقد أمر بإحراقه عبد الله بن خالد القسري والي بني أمية على الكوفة (سنة ١١٩ ه) المترجم.