مسجد (١) ، وفي هذه المحلة كانت قد سكنت بنو الكاهل (الذين كان أبو الخطاب داعية الإسماعيلية والنصيرية من مواليهم) وفيها كان عمير (٢) أحد أتباع أبي الخطاب قد نصب خيمة للعبادة والاعتكاف (٣) ، وإني لأعتقد بأن كان في بني الكاهل عدد كبير من الموالي الذين كانوا قد أسسوا لهم مسجدا دعي ب (مسجد الموالي) وقد جلب كولدزيهر (٤) الانتباه حول هذه التسمية الخاصة المنفردة (٥). والروايات الشيعية تخبر بأن عند ظهور القائم (٦) سوف تنزل صاعقة من السماء فتحرق المواقع الرجسة في الكوفة المقدسة ، مبتدأة بالكناسة ثم محلة ثقيف (في شمال الجامع : وبستان زائدة بن قدّامة الثقفي ، في الثوية) وبعده تحرق دار أسعد بن همام الشيباني آل ذي الجدين سيد بكر الذي كان رهطه من الخوارج) وأخيرا داري بني أمية (ـ الوليد بن عقبة وأخيه عمارة بالقرب من الجامع) (٧). ثم
__________________
(١) ابن سعد ج ٦ ، ص ٢٣٨. والاسترابادي في المنهج ص ١٧١. والذهبي في كتاب الاعتدال ج ١ ، ص ٢١٧ وج ٣ ص ١١٩ وكتاب الأغاني الطبعة الثانية مجلد (٧) ص ١٧٤ وبالاخص مجلد (١٠) ص ٨٠.
(٢) هو عمير بن بنان العجلي الذي أصبح بعد مقتل أبي الخطاب خليفته ورئيس أتباعه ، وكان قد نصب خيمة عظيمة في الكناسة كان يجتمع فيها اتباعه ويعتكفون ، ولما بلغ خبرهم الوالي يزيد بن عمر بن هبيرة أخذ عميرا وصلبه في الكناسة.
(٣) الشهرستاني ج ٢ ، ص ١٧.
(٤) Goldziher عالم ومستشرق نمساوي له كثير من المؤلفات.
(٥) الطبري مجلد ٣ ص ٢٩٥ ـ و ١٢٠.Goldziher ,Muh stud ,I.
(٦) القائم هو محمد بن الحسن العسكري ، الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية وهو المهدي المنتظر. «المترجم».
(٧) نوري الطبرسي «١٣٢٠ ه ـ ١٩٠٣ م» كتاب نفس الرحمن ص ٦٩ ـ ٧٠.