كلمة المترجم
العلامة لويس ماسينيون (Louis Massignon) أشهر من أن أعرّفه للقارىء فقلّ من لا يعرفه أو يسمع بمؤلفاته الفريدة في بابها واستكشافاته الأثرية وبحوثه الاجتماعية ، فهو بطل من أبطال العلوم الاجتماعية في العصر الحاضر ومن فرسان العلوم العربية والإسلامية وهو كذلك أستاذ «بكولج دوفرانس بباريس» ولو عرف القارىء بأن هذا المعهد يضمّ نخبة من العلماء والمحققين المتتبعين وليس بكلية يرتادها الطلاب علم عند ذاك منزلة أساتذته ومقامهم.
للعلامة ماسينيون مصنفات ومؤلفات عديدة كلها نوادر وتحف غالية ولكن مع الأسف لم يكن قد نقل شيء منها إلى العربية حتى الآن (على ما أعتقد) وكان حضرته قد أرسل لي نسخة من مؤلفه هذا مبادلة لأحد مؤلفاتي ، فما أن قرأته ورأيت أبحاثه ولاحظت تحقيقاته واستنتاجاته وتتبعاته في الموضوع والخريطة التي وضعها للكوفة القديمة (بعد أن جاب بنفسه صحراء الكوفة وزار أنقاضها وفتّش عن مواقعها الأثرية فاهتدى إلى معظم النقاط والمواضع المندرسة ،