همدان :
كانت كافة بطونها شيعية على الإطلاق شديدة التشيع مشغوفة به (١)
__________________
ابن المغازلي الشافعي وابن مردويه وابن بطة وغيرهم) فالآيات والأحاديث بهذا المعنى كثيرة ، فإذا القول بأن كندة كانت تتشيع إلهيا هو أنهم قد اتبعوا وصايا النبي وامتثلوا أمر القرآن ، ولم يكونوا لينظروا إلى المآرب السياسية أو يذهبوا مذهب الحزبية أو العصبية القبلية. أما رئيس كندة وملكهم في الجاهلية الأشعث فقد كان منافقا ولم يؤمن بل أسلم لسانا وكان يظهر ما لا يضمر ولم يكن لينسى بأنه كان ملكا فأنزله الإسلام من مرتبته وساواه مع رعيته إلى غير ذلك. راجع حول الأشعث في الجاهلية والإسلام كتابنا النبأ العظيم الجزء الثالث).
(المترجم).
(١) كان النبي محمد قد أرسل خالد بن الوليد «سنة ٩ ه» إلى اليمن ليدعو أهلها إلى الإسلام فذهب خالد إلى اليمن ودعا همدان فكان جوابهم وابلا من النبال ، فعاد فبعث النبي عليا فسار إليهم وكلمهم ثم دعاهم فأجابوه وأسلمت بطون همدان كلها في يوم واحد ثم اتبعتهم بقية قبائل اليمن فكتب علي إلى النبي فلما بلغه ذلك قال : السلام على همدان ، ومنذ ذلك اليوم أصبح الهمدانيون شيعة لعلي رجالا ونساء وأكثر الناس موالاة له وأعظمهم تضحية في سبيل نصرته وأشد الخلق على أعدائه ، كانوا يتسابقون إلى المنايا بين يديه ونساء همدان كنّ يدخلن المعارك ويحرضن الرجال على القتال ويشجعنهم على الاستبسال ، والهمدانيون هم ذوو البلاء المشهود في حروب الجمل وصفين وغيرها ، ولقد خاطبهم أمير المؤمنين يوما بصفين قائلا : أنتم درعي ورمحي ، فكفاهم بذلك فخرا ، ومدحهم عليه الصلاة والسلام في قصيدة منها :
دعوت فلباني من القوم عصبة |
|
فوارس من همدان غير لئام |
فوارس من همدان ليسوا بعزل |
|
غداة الوغى من يشكر وشبام |
ومن أرحب الشيم المطاعن بالقنا |
|
ورهم وأحياء السبيع ويام(*) |
ومن كل حي قد أتتني فوارس |
|
ذوو نجدات في اللقاء كرام |
بكل رديني وعضب تخاله |
|
إذا اختلف الفرسان شعل ضرام |
يقودهم حامي الحقيقة منهم |
|
سعيد بن قيس والكريم محامي |
فخاضوا لظاها واصطلوا بشرارها |
|
وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام |
جزى الله همدان الجنان فإنهم |
|
سمام العدى في كل يوم حطام |