نابغة بني شيبان ، اسمه عبد الله بن المخارق وقيل : اسمه جميل بن سعد بن معقل ، والأوّل أثبت ، وهو إسلامي كثير الشعر يقول :
وكائن ترى من ذي هموم تفرّجت |
|
وذي غربة عن داره سيئوب |
ومغتبط ثاو بأرض يحبّها |
|
ستذهل عنها نفسه وتطيب |
وقد ينطق الشعر العييّ لسانه |
|
وتعيي القوافي المرء وهو كئيب (١) |
وله :
ما من أناس وإن عزّوا وإن كثروا |
|
إلّا يشدّ عليهم شدّة الذئب |
حتّى يصيب على عمد خيار همو |
|
بالنافذات من النّبل المصاييب |
إنّي رأيت سهام الموت صائبة |
|
لكلّ حتف من الآجال مكتوب |
من يلق بؤسا (٢) يصبه بعدها فرج |
|
والناس بين ذوي روح ومكروب |
إنّ الغلام مطيع من يؤدّبه |
|
ولا يطيعك ذو شيب لتأديب |
لا تحمدنّ امرأ حتى تجرّبه |
|
ولا تذمّنّه من غير تجريب |
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ ، قال (٣) : وأما حمار ـ بكسر الحاء مهملة وفتح الميم وتخفيفها آخره راء ـ نابغة بني شيبان وهو عبد الله بن المخارق بن سليمان بن حصيرة بن مالك بن قيس بن شيبان بن حمار بن حارثة بن عمرو (٤) بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة ، شاعر محسن.
قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (٥) ، أخبرني عمي ، حدّثني محمّد بن سعيد (٦) الكراني ، حدّثني العمري عن العتبي قال :
لما همّ عبد الملك بن مروان بخلع عبد العزيز أخيه وولاية ابنه الوليد العهد ، وكان نابغة بني شيبان منقطعا إلى عبد الملك ، مدّاحا له فدخل عليه في يوم حفل والناس حوله وولده قدّامه فأنشده :
اشتقت فانهلّ دمع عينيك |
|
أن أضحى قفارا من أهله طلح (٧)؟ |
__________________
(١) في المختصر ١٤ / ٣٦ والمطبوعة : لبيب.
(٢) عن المختصر ، وبالأصل : بؤس.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٥٤٧ و٥٤٨.
(٤) عن الاكمال وبالأصل : عمر.
(٥) الخبر في الأغاني ٧ / ١٠٦.
(٦) الأغاني : سعد.
(٧) طلح وذو طلح : موضع دون الطائف لبني محرز ، وقيل : في بلاد بني يربوع (انظر معجم البلدان).