أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (١) : قال أبو اليمان عن حريز (٢) بن عثمان عن ابن أبي عوف عن عبد الله بن مخمر :
أنه قال وهو على المنبر ، وقد رأى الناس وقد تلبّسوا : وا حسناه ، وا جمالاه ، بعد العدم والسّدم (٣) من الأدم والحوتكية (٤) والبرود ، أصبحتم زهرا ، وأصبح الناس غبرا يعطون ، وأنتم تأخذون وأصبح الناس ينيخون (٥) وأنتم تركبون ، وأصبح الناس ينسجون وأنتم تلبسون ، وأصبح الناس يزرعون وأنتم تأكلون.
أخبرني (٦) أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد الله الأخباري ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، نا أبو المغيرة الخولاني ، عن ابن عيّاش ـ يعني : إسماعيل ـ حدّثني شرحبيل بن مسلم ، حدّثني أبو شرحبيل ـ شيخ ثقة من ثقات أهل الشام ـ قال :
لما بعث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس ، فذكر الحديث ، وقال فيه : ثم قام المنادي فقال : أين عبد الله بن مخمر الشّرعبي ، فقام ، فحمد الله ثم قال : وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق إن تعاقبهم فقد أصبت ، وإن تعفو فقد أحسنت ، ثم جلس ، وذكر الخطبة (٧).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا أبو (٨) الحسين محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط (٩) قال : في الطبقة الأولى من أهل الشامات : عبد الله بن مخمر الشّرعبي من حمير ، مات في إمارة معاوية ، دمشقي.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٥١.
(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن ابن سعد.
(٣) السدم : الحزن والهم (اللسان : سدم).
(٤) قيل هي عمامة يتعممها الأعراب يسمونها بهذا الاسم ، وقيل هو مضاف إلى رجل يسمى حوتكا كان يتعمم هذه العمّة (النهاية : حتك).
(٥) ابن سعد : ينتجون.
(٦) المطبوعة : أخبرنا.
(٧) في المطبوعة : فذكر الحكاية
(٨) بالأصل : أبا.
(٩) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٦٢ رقم ٢٨٨٩ وقد ورد فيه : «محمد» بدل «مخمر».