وأما (العامل في الفعل) فصنفان أولهما : ما ينصب المضارع وهو ثلاثة أحرف «أنْ» المصدرية ، و «لَنْ» لتوكيد نفي المستقبل ، و «إذن» جواب وجزاء. تقول : أُحِبّ أن تقوم ، ولن تخرجَ ، وإذن أكرمَك.
و «أنْ» من بينها : تدخل على الماضي ، وتُضمَر بعد ستة أحرف وهي : «حتى» ، نحو : سرت حتى أدخلَها. و «لام كي» : جئتُك لتُكرمَني. و «لام الجحد» في قوله تعالى (٣١١ / أ) : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ)(١) ، (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ)(٢). و «أو» بمعنى «إلى» أو «إلّا» ، نحو : لألزَمنَّك أو تعطِيَني (٣). و «واو الجمع» نحو : لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبن ، أي لا تجمعْ بينهما ، وتُسمّى واو الصرف لأنها تصرِف الثانيَ عن إعراب الأوّل. «والفاء» : في جواب الأشياء الستة ، وهي «الأمر» : زُرْني فأكرِمَكَ.
و «النهي» : لا تَدْنُ من الأسد فيأكلَكَ. وفي التنزيل : (لا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ)(٤). و «النفي» : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(٥).
و «الاستفهام» : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا)(٦). و «التمني» : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ)(٧). و «العَرْض» : ألا تنزِيلُ فتُصيبَ خيرا. وعلامة صحة ذلك أن يكون المعنى : إن فعلْتَ فعلْتُ.
__________________
(١) آل عمران ١٧٩ : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)
(٢) الأنفال : ٣٣.
(٣) بعدها في ط : حقي.
(٤) طه ٨١ : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)
(٥) فاطر ٣٦ : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا).
(٦) الأعراف ٥٣ : (قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا)
(٧) النساء : ٧٣.