إبدالُ العين من الهمزة في : «أعَنْ تَرسَّمْت» (١) ، ولله عَنْ يَشْفيَك.
وتُسمّى عنَعنةَ تميم. وهذا الفصل له شرحٌ فيه طولٌ ، وفيما ذكرت ههنا (٢) مَقْنَعٌ. ومن الله التوفيق.
قلتُ (٣) : قد أنجزتُ الموعود ، وبذلتُ المجهود ، في إتقان ألفاظ هذا الكتاب وتصحيحها ، وتهذيبها بعد الترتيب وتنقيحها ، وبالغتُ في تلخيصها وتخليصها ، وتسهيل ما استَصعَب من عَويصها ، بتفسيرٍ كاشفٍ عن أسرارها ، رافعٍ لحجُبها وأستارها ، وتعمَّدتُ في حذف الزوائد ، مع استكثار الفوائد ، مُناصحةً لمن قصد صحّةَ المعنى فأتقن ، وتحرّى الصوابَ كي لا يَلْحَن ، إذْ لا صحّة للمعنى مع فساد البيان ، كما لا مُروّة (٤) للعالِم (٣١٧ / أ) اللّحّان. قال يونس بن حبيب : «ليس للّاحن مُروّة (٥) ، ولا لتارِك الإعراب بَهاء ، وإن حَكَّ بيافُوِخه عَنان السماء». وقيل للحسن : «إنّ إمامنا يَلْحَن» ، فقال : «أَخِّرُوه». وكثيرٌ من اللَّحْن يقطع الصلاة ، وإن تعمَّده قارئُه (٦) ـ والعياذُ بالله ـ كفر.
اللهم كما وفَّقْتنا لإصلاح الأقوال فوفّقنا لإصلاح الأعمال ؛ وكما هَديْتنا للتمييز بين الصحيح والسقيم من الكلام ، فاهدِنا لتمييز الحلال من الحرام ؛ فإنّ الخطأ في العلْم عند ذوي اليقين أهْونُ من الخِطْءِ
__________________
(١) في قول ذي الرمة
أعن ترسمت من خرقاء منزلةً |
|
ماء الصبابة من عينيك مسجوم |
(٢) ع : هنا.
(٣) ط : «قال المصنف أطال الله بقاءه ، وحرس من المكاره»
(٤) ...
(٤) ...
(٥) ...