(٣١٦ / ب) وقد أُبدلتْ من غير المشدّدة فيما أنشد أبو زيد (١)
لا هُمَّ إن كنتَ قَبِلتَ حِجَّتِجْ |
|
فلا يزالُ شاحِجٌ يأتيك بِجْ |
و «الصاد» : قد تُبدل من السين ، إذا وقعت قبل قافٍ أو غَين أو خاء أو ظاء. يقولون في : سُقْتُ ، وسَويق : صُقتُ وصَويق.
وفي سالغٍ ، وسالخٍ : صالغٌ وصالخٌ. وفي سراط : صراطٌ.
و «الزاي» : تُبدل من الصاد ، إذا وقعتْ قبل الدال ساكنةً.
يقولون : «يَزْدُر» في «يَصْدُر» ، و «لم يُحْرَم مَنْ فُزْدَ له» (٢) في «فُصْدَ» ، من الفَصيد. ولم يَعُدّ أبو عليّ الفارسيّ الصاد ، والزاي ، في حروف البدل. وقالوا (٣) : إنما أُبْدلتا في هذه الكَلِم تحسينا للّفظ ، والسينُ لم يُعَدَّ (٤).
وأما ما يُروى من إبدال الشين سينا في بيت عبد بني الحسحاس
فلو كنتُ وَرْدا لونُه لعسِقْنَني |
|
ولكنَّ ربّي شانني بسواديا (٥) |
ففيه نظر.
ومن الشواذ المذمومة : إبدال الشين في الوقف من كاف الضمير المكسورة في : أَعْطيتُش (٦). وتُسمى كشْكَشةَ ربيعة. وكذا
__________________
(١) قوله : «فيما أنشد أبو زيد» زيادة من ع ، ط. والرجز في نوادر أبي زيد ١٦٤ والأمالي ٢ / ٧٦ والمصنف ٣ / ٧٩ والممتع ١ / ٣٥٣ ومجالس ثعلب ١١٧ وشواهد الشافية ٢١٥. وهو لبعض أهالي اليمن. يريد : «حجتي» و «يأتيك بي». والشاحج : البغل.
(٢) مجمع الأمثال ٢ / ١٩٢ وشرح المفصل ١٠ / ٥٢.
(٣) ع ، ط : وقال.
(٤) ع : لم تعد.
(٥) ديوان سحيم ٢٦ وسر الصناعة ١ / ٢١٤ واللسان والتاج : «عسق» والممتع ١ / ٤١٠.
(٦) ع : «أعظش» بكسر العين وضم الظاء ، من الوعظ.