(فصل)
و (حروف الزيادة) : من جملة ذلك ، عشرةٌ ، يجمعها قولك : «اليومَ تَنْساهُ» أو «سألتُمونيها».
ومعنى كونها زوائد (١) : أن كلَّ حرف وقع زائدا في بعض الكلم يكون منها ، لا أنها أبدا تقع (٢) زوائد. ألا ترى أنه ما من حرف منها إلا ويكون أصلاً في الكلام : [الهمزة] «كالهمزة» في : أخذ ، وسأل (٣). و «الألف» في : هاتِ ، وذا. و «الياء» في : اليُسْر ، والسَّيْر ، والسَّبْي (٤). و «الواو» في : الولد ، والدَّوْلة ، والدلْو. و «النون» في : نطَق ، وقَنِط ، وقَطَن. و «التاء» في : تَفَل ، وقَتَل ، ولفَت. و «الهاء» في : هرب ، وبَهَرَ ، وأَبْرَهَ. و «السين» في : سالبٍ ، وباسلٍ (٣١٤ / ب) ، ولابسٍ.
فلا يُراد (٥) بذلك ما زيد للتكرير : كالراء في جرَّب ، والباء في جَلْبب ، فإن ذلك عامّ في الحروف كلّها غيرُ مختصّ بشيءٍ من هذه العشرة. ومعرفة الزائد من الأصل : طريقها الاشتقاق. وميزان ذلك حروف «فَعَلَ» ، فكلّ ما وقع بإزاء الفاء والعين واللام يُحكم بأصالته ، وما لا فلا. وربما صَعُب الحكم على المرتاضِ فكيف على على الرَّيِّض؟ ومما ليس فيه صعوبةٌ : «الهمزة» إذا وقعت بعدها ثلاثة أحرفِ أصولٍ يُحكم بزيادتها : كأرنبٍ وأجْدلٍ ، في الأسماء. وأكْرَمَ في الأفعال.
__________________
(١) ط : زائدة.
(٢) ع ، ط : وهامش الأصل : تقع أبدا.
(٣) بعدها في ع ، ط : «وسلأ».
(٤) قوله : «والسبي» ساقط من ع.
(٥) ع ، ط : ولا يراد.