فما يبدو بها النعمان إلا |
|
نسبناه إلى ماء السماء |
ومن أحسن حدائق العالية الدوار ، بضم أوله وتشديد الواو ، والمسمارية وما حولها والبغوة ، فإن فيها البغية.
فائدة قال في الوفاء ، زهرة بالضم ثم السكون ، بين الحرة الشرقية ، والسافلة مما يلي القف ، كانت من أعظم قرى المدينة ، وكان بها ثلاثمائة صانع ، وهي مما يلي العالية بالقرب من الصافية وفي (١) الدور الثمينة.
القف بالضم والتشديد ، وأصله ما ارتفع من الأرض وغلظ ، وكان فيه إشراف على ماء حوله ، وأحجار كالإبل البروك ، وهو علم بواد بالمدينة عند المشربة وبه حسنا ، وأما جفاف فهو واد طاب روح نسيمه ، وصح مزاج اقليمه رياضه زاهرة وحياضه باهرة ، ونخيله باسقة وأشجاره متناسقة.
واد حريري الرياض فكم به |
|
من حارث يغدو به همام |
ممتد أردية الظلال فروضه |
|
باكي العيون وثغره بسام |
أو هو كما قال :
منزل طيب وماء معين |
|
وثرى أرضه يفوح عبيرّا |
وإذا المرء قدر السير منه |
|
فهو ينهاه بإسمه أن يسيرا |
فلا زال كذلك ولا برحت معمورة بعمارته هاتيك المسالك ، قال في زهر الرياض جفاف بالكسر وفائين ، جهة من العالية به الحدائق الحسنة والمنتزهات البهية المستحسنة ومن حق تلك المنازل والربوع ، ان تكتب تراجمها باللجين أو بالدموع ، وفيها قلت متذكر السالف العيش الطيب ، فلا زالت بها شاء ابيب الغيث الصيب.
سقى الله في وادي جفاف بنائلا |
|
لهن جفاء رائق اللون والحسن |
بران على ساقي النشير ثوابت (٢) |
|
وأخرى مع الأعناب في ساحة العهن |
وقال آخر :
جفاف بواديها رياض نواضر |
|
بها ينجلي عن قلب ناظرها الهم |
على نفسه فليبك من ضاع عمره |
|
وليس له منها نصيب ولا سهم |
وقال :
في زمان الربيع أهل جفاف |
|
في نعيم إذ تزهر الأزهار |
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) في ب [ثابت].