باب فيما يتعلق بالحجرة المعطرة
والمنبر الشريف وذكر فضل الروضة [المطهرة](١) والمسجد المنيف [نفائس هذا الباب](٢) أنفاس روضة. ونظم المعاني سلسبيل وسلسل.
لما بنى النبي صلىاللهعليهوسلم مسجده بنى لنسائه حجرا على نعت بناء المسجد من اللبن وجريد النخل وهي تسعة أبيات على أبوابها مسرح الشعر الأسود طول كل ستر ثلاثة أذرع [و](٣) والعرض ذراع ، فلما كانت أيام الوليد بن عبد الملك أمر بإدخالها في المسجد ولم تكن منه قبل بنائها.
[وعن](٤) سعيد بن المسيب انه قال «وددت انهم لو تركوها على حالها ينشأنا شيء من المدينة ويقدم قادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلّى الله تعالى وسلم عليه ، في حياته فيكون ذلك فيما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر.
قلت : وحيث قامت بأوصاف هذه الحجر أقلام الأعلام فهي بأبصار التصور لذي الاعتبار مشاهدة ولكن المحسن والمقبح كما يقال هو العرف فيا ليت شعري ما الفائدة :
أرى الصمت خيرا من [عظات](٥) بليغة |
|
إذا لم يكن للسامعين قبول |
وأما الحجرة الشريفة النبوية فقد بنيت مرات ومن أحسن ما [حكي](٦) في ذلك أن السلطان نور الدين [الشهيد](٧) حفر حولها خندقا إلى الماء وملأه بالرصاص المذاب وذلك في سنة سبع وخمسين وخمسمائة بسبب واقعت النصرانيين. فصار [ذلك](٨) صورّا محكمّا على الحجرة واما المقصورة الآن والقبة المشرفة ففي غاية الاتقان والاحكام وهي ملحوظة بعناية الله تعالى للولادة والحكام [ولسنا](٩) في صدد اخبار
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) سقط من ب.
(٣) في ب [في].
(٤) بياض في أ.
(٥) في ب [أخبار].
(٦) في ب [ذكر].
(٧) سقط من ب.
(٨) سقط من أ.
(٩) في أ [ولنا].