بسم الله الرّحمن الرّحيم (١)
(وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [آل عمران : ١٥٧] الحمد لله (٢) الذي حبب إلينا المدينة ، وجعلها من أفضل البقاع الأمينة فنحن من جوار هذا النبي الأمين. من حصن جمع بين شرقي المكان والمكين. أحمده على أن خصنا بملازمة بابه ، والوقوف على أعتابه حمد من عرف أن الكل من عنده. (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء : ٤٤] وإني إذا لم أجتمع [بجناية](٣) أمر على أبوابه فأسلم وأشكره على نعمة الجوار. وجار الدار أحق بدار الجار. والجار محسوب على جيرانه جار الكريم مسامح من ذنبه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وسندنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه [وخليله] المبعوث بأشرف الأديان وأكمل الملل النبيّ المرسل. الكريم [المفضل](٤) المنادى من الأزل يا محمد. قد [اصطفيناك](٥) من الكتاب الأول فما
__________________
(١) الباء فيه قيل : إنها زائدة فلا تحتاج إلى ما تتعلق به ، أو للاستعانة أو للمصاحبة متعلقة بمحذوف اسم فاعل خبر مبتدأ محذوف أو فعل أي : أؤلف أو أبدأ أو حال من فاعل الفعل المحذوف أي أبتدىء متبرّكا ومستعينّا بالله أو مصدر مبتدأ خبره محذوف أي ابتدائي باسم الله ثابت. والله : علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد ، وأكثر أهل العلم على أنه اسم الله الأعظم. والرحمن الرحيم : اسمان بنيا للمبالغة من رحم بتنزيله منزلة اللازم أو بجعله لازمّا ونقله إلى فعل بالضم. انظر القاموس المحيط للفيروزأبادي (٤ / ٢٩٢ ، ٣٤٤) نهاية المحتاج للشمس الرملي (١ / ١٦ ـ ٢٠).
(٢) افتتح المصنف ـ رحمهالله ـ بعد التيمن بالبسملة بحمد الله تعالى أداء لحق شيء مما يجب عليه من شكر نعمائه التي تأليف هذا الكتاب أثر من آثارها واقتداء بالكتاب العزيز ، وعملا بخبر : «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع» وفي رواية «بالحمد لله» وفي رواية «بالحمد» ، وفي رواية «كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجزم» أخرجه أبو داود وغيره وحسنه ابن الصلاح وغيره. ومعنى ذي بال : أي حال يهتم به. وفي رواية للإمام أحمد : «ما لا يفتتح بذكر الله فهو أبتر وأقطع».
انظر نهاية المحتاج للشمس الرملي (١ / ٢٤).
(٣) ثبت في ب [يجنى].
(٤) سقط من «ب».
(٥) ثبت في «ب» [اصفيناك].