النخلات مجموعهن (١) أصل واحد وتتشعب فتكون نخلا ، ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» وعنه عليه الصلاة والسلام «ما أكل العبد طعامّا قط خيرّا من أن يأكل من عمل يده (٢)» وعنه عليهالسلام «لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة (٣) فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل (٤) ، الفسيلة (٥) الودية الصغيرة قاله الجوهري ، وفي كتاب البركة عند قوله تعالى «أو ما ملكتم مفاتحه» وكيل الرجل وقيمه في ضيعته وماشيته ، لا بأس أن يأكل من ثمرة حائطة ويشرب من لبن ماشيته ، أو صديقكم ولو في غيبته من غير تحمل لطيفة حكي في شرح المقامات للشريشي أن كسرى مر على شيخ يغرس الزيتون فقال ليس هذا أوان غرسك الزيتون لأنه شجر بطيء الثمر وأنت شيخ هرم فقال أيها الملك غرس من قبلنا فأكلنا ونغرس ليأكل من بعدنا فقال زه أي أحسنت ، وكان إذا قالها يعطى من قيلت له أربعة آلاف درهم فدفعت له فقال أيها الملك السعيد فكيف رأيت غرسي فما أسرع ما أثمره فقال زه فزيد أربعة آلاف فقال أيها الملك السعيد كل شجرة تثمر في العام مرة وشجري أثمر في ساعة مرتين فقال زه فزيد مثلها فمضى كسرى وقال انصرفوا فلئن وقفنا لم يكفه ما في خزينتنا.
وما أحسن ما قال :
كن ابن من شئت واكتسب أدبا |
|
يغنيك مضمونه عن النسب |
إن الفتى من يقول ها أنا ذا |
|
ليس الفتى من يقول كان أبي |
الجمار هو قلب النخلة ، وموضع الطلع منها أجوده الأبيض الغض الحلو وهو بارد يابس في الأولى (٦) ، ينفع من أوجاع الصدر والسعال والحرارة وهزال الكلى خصوصا بالسكر وينفع من الإسهال والمرة الصفرا ومن لسع الزنبور ضمادا وينفتح ويولد الرياح لشدة حبه ويصلحه السكنجيين وقال بعضهم يصفه :
__________________
(١) في ب [يجمعهن].
(٢) أخرجه البخاري في البيوع ٤ / ٣٥٥ الحديث ٢٠٧٢. وأخرجه البيهقي في الكبرى ٦ / ٢٠٩ الحديث ١١٦٩١. والبغوي في شرح السنة ٨ / ٦ الحديث ٢٠٢٦.
(٣) في ب [غيلة].
(٤) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣ / ٢٢٥ الحديث ١٢٩٠٧. وأورده الهيثمي في المجمع ٤ / ٦٦ وعزاه للبزار وقال رجاله أثبات ثقات.
(٥) في ب [الغيلة].
(٦) في ب [الأول].