إذا أمسيت في قاع البقيع |
|
مجاور رحمة الباري السميع |
فهنوني بما لقيت إني |
|
أراني في حمى حرز منيع |
وقال آخر :
إذا أمسى فراشي من ترابي |
|
وصرت مجاور الرب الرحيم |
فهنوني أحبابي (١) وقولوا |
|
لك البشرى قدمت على الكريم |
أنشد لنفسه الشيخ جمال الدين العصامي :
يا أهل دار المصلى (٢) والبقيع سقت |
|
ربوعكم سحب منهله الديم |
لو أن روحي في كفي لزرتكم |
|
سعيّا على الرأس لا سعيّا على القدم |
فائدة : قال الملا على القاري في شرح لباب المناسك المعلى بفتح الميم واللام ضد المسفلة واشتهر بين العامة بضم الميم وتشديد اللام المفتوحة وله وجه في القواعد العربية وهي أفضل مقابر المسلمين بعد البقيع بالمدينة انتهى وعن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله تعالى وسلم عليه قال بعثني رسول الله صلى الله تعالى وسلم عليه من جوف الليل فقال إني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة أشر من الأولى ثم أقبل علي فقال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة فقلت بأبي أنت وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا فقال لا والله لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدا به وجعه الذي قبض فيه (٣) موعظة في كتاب مباهج التوسل كان عسكر سليمان عليه الصلاة والسلام مائة فرسخ خمسة وعشرون للأنس ومثلها للجن ومثلها للطير ومثلها للوحش وكان حرسه ستمائة ألف وكان ينام بين الفقراء في خلقان مرقعة ولقد قال رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب (٤) ففعل له ذلك ثم اضمحل حتى كأن لم يكن قال بعضهم :
__________________
(١) في ب [أصحابي].
(٢) في ب [المصلي].
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣ / ٥٩٣) ـ الحديث (١٦٠٠٣). والحاكم في المستدرك (٣ / ٥٦) وأورده الهيثمي من مجمع الزوائد (٣ / ٦٢) وقال : رواه أحمد والبزار وكلاهما ضعيف.
(٤) زائدة في ب.