وعن الزهراء البتول رضي الله تعالى عنها لما قبر عليه [الصلاة](١) والسلام أخذت قبضة من تراب قبره [عليه الصلاة والسلام](٢) وجعلته على عينيها وبكت وأنشدت :
ما ذا علي من شم تربة أحمد |
|
أن لا يشم مدى الزمان غواليا |
صبت علي مصاب لو أنها |
|
صبت على الأيام صرن لياليا |
وفي حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه أن مروان أقبل فرآه ملتزم من القبر المكرم ، فأخذ برقبته. وقال : هل تدري ما تصنع قال : نعم لم آت الحجر وإنما أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله |
|
ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير أهله |
وعن بعضهم :
اتبع طريق الهدى |
|
ولا يضرك قلة السالكين |
وإياك وطرق الضلالة |
|
ولا تغتر بكثرة الهالكين |
وهذا الحق ليس به خفاء |
|
فدعني من بنيات الطريق |
[مسألة](٣) : إن قيل : ما [حكمة](٤) دفنه عليه [الصلاة](٥) والسلام بالمدينة المنورة وقد جاء أن كل أحد إنما يدفن في المحل الذي خلق منه وإنما خلق عليه [الصلاة](٦) والسلام [من الطينة التي خلقت منها الكعبة](٧).
[قيل](٨) : حكمة افراده عن مكة [المشرفة](٩) بمحل بعيد منها ليكون متبوعّا لا تابعّا ، ولتتمايز الناس في شد الرحال إلى [نصوصه](١٠).
[وقد](١١) حكى صاحب عوارف المعارف أن الطوفان لما علا الكعبة موج منها موجة إلى كل محل قبره الشريف فهو في الحقيقة لم يدفن إلا في أصل الكعبة.
وحكى السهروردي أن سليمان عليهالسلام زار محل قبر محمد صلىاللهعليهوسلم وأخبر بأنه سيقبر فيه ، واختصاص المدينة بذلك من بين قرى الحجاز لأنها باعتبار ذاتها لا بما عرض لها من نحو [حماها](١٢) مع أنها نقلت إلى الحجفة أعذب أرض في تهامة
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) سقط من أ.
(٣) بياض في أ.
(٤) في ب [حكم].
(٥) سقط من ب.
(٦) سقط من أ.
(٧) في ب هكذا [من طينة الكعبة].
(٨) سقط من أ.
(٩) في ب [الشريفة].
(١٠) ثبت في ب [بخصوصه].
(١١) سقط من أ.
(١٢) في ب [حمامها].