تعالى وسلم عليه وهي كثيرة الا ان المشهور منها سبع وفي ذلك يقول أبو اليمن المراغي :
[وما أجل ما قال](١)
إذا رمت آبار النبي بطيبة |
|
فعدتها سبع مقالا بلا وهن |
«إريس وغرس رومة وبضاعة ، كذا بصة قل بئر صاء مع العهن بئر إريس كأنيس وتعرف ببئر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. سقط خاتمه الشريف من يد عثمان. رضياللهعنه. في أيام خلافته. فنزحت فلم يوجد. وعندها حدائق ذات بهجة وماؤها أعذب ماء هنالك وهي (٢) في غرب مسجد قباء طولها أربعة وعشرون ذراعّا وشبرّا. منها ذراعان ونصف في الماء وعرضها خمسة أذرع وطول قفها الذي جلس عليه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ثلاثة أذرع وعند البئر اطم عال خراب. يعرف بالحصن. كذا في الجوهر المنظم.
قلت : وقد تجد ذنبآء البئر بعد ذلك مرات. وزيل في علو السقف وجعل في قبلي البئر مسجد لطيف. والحصن اليوم مسكن. فلاح البئر المذكورة بئر غرس بفتح أوله ويروي بالضم. جاءها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فدعا بدلو من مائها (٣) ، فتوضىء منه ثم سكبه فيها (٤) ، فما ترفت بعد ذلك. ورأى أنه أصبح على بئر من آبار الجنة ، فأصبح على غرس. فتوضأ منها ، وبصق فيها (٥) ، وأهدى له عسل فصبه فيها ، وهذه البئر بينها وبين مسجد قباء من جهة المشرق نحو نصف ميل. وعند ركنها الشرقي القبلي الحديقة المغلية. طول بئرها سبعة أذرع وعرضها عشرة أذرع والماء ذراعان. كذا في الدرة الثمينة. ومجال البئر قبلي واشتهر عند أهل الفلاح أن المجاز الشامي أوفق بالصنعة وسره الانحدار الطبيعي ومساعدة الهوى.
وفي الجوهر المنظم ورد يا علي إذا أنا مت فاغسلني من بئر غرس بسبع قرب لم
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) في أ [فهي].
(٣) في ب [ماء].
(٤) قال ابن شبة : وحدّثنا عن ابن أبي يحيى ، عن ... أن النبي صلىاللهعليهوسلم توضأ من بئر الأغرس ، وأهراق بقيّة وضوئه فيها. انظر تاريخ المدينة المنورة لا بن شبّة ، قيد الطبع بتحقيقنا ١ / ١٦١ (ما جاء في البئار التي كان يستقى منها).
(٥) لم أجده.